فى مثل هذا الوقت من أربع سنوات تقريبًا.. ملايين الشعب جمعهم مطلب واحد.. عبروا عنه بهتافهم الشهير انزل يا سيسى!. ملايين الشعب تريد السيسى رئيسًا للوطن!. المشير السيسى استقال من منصبه كوزير للدفاع.. لأجل انتخابات الرئاسة. المواطن عبدالفتاح السيسى.. مضمون حملته الانتخابية جملة من كلمتين.. تحيا مصر!. الجملة الكاملة المتكاملة «إللى» من كلمتين.. أغلبنا بحكم السوابق على مدى سنوات طويلة.. ظن أن «تحيا مصر».. ما هى إلا واحد من الشعارات التى تظهر فى الانتخابات وترحل بنهايتها!. أغلبنا لم يعرف المغزى الحقيقى للجملة «إللى» من كلمتين التى نسيها أغلبنا.. وبقى الرئيس السيسى.. شديد الإصرار عليها.. لنكتشف مع الوقت ومع ترجمتها لواقع.. نكتشف أن!. تحيا مصر.. هى عودة للروح.. لواحدة من أهم السمات الأصيلة للشخصية المصرية العظيمة!. كنا فى حاجة لمن ينبهنا.. بعد ثلاث سنوات رهيبة.. إلى حتمية.. تحيا مصر!. كان لابد بمن يوحد المصريين بعد محنة الإخوان.. على هدف واحد هو حتمية أن تحيا مصر!. هذا المضمون الرائع عرفنا ملامحه فى مايو 2014.. فى حملة السيسى الانتخابية للرئاسة.. وتأكدنا نحن فى مصر والعالم كله خارج مصر.. بثبات هذا المضمون فى يقين صاحبه.. عندما فاجأ الرئيس السيسى الدنيا فى ختام كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها ال69.. فى أول ظهور لمصر.. وقت حصار العالم كله لمصر.. عقب ثورة 30 يونيو التى كانت مثل الضربة القاضية الفنية فى الملاكمة!. الشعب المصرى فى نصف يوم فقط.. خرج منه 30 مليون مصرية ومصرى لميادين مصر!. الشعب أسقط الإخوان وأجهز على مؤامرة «الربيع العربى» وقضى على ما كان مدبرًا فى الخفاء.. بإعلان شمال سيناء ولاية إسلامية.. والباقى معروف.. اعتراف دول بها.. يتبعه قرار تدويل بقية أراضى سيناء.. حماية للمجرى المائى الدولى لقناة السويس.. بما يتطلب قدوم قوات من الطوارئ الدولية.. لحماية الكيان الصهيونى من الولاية الإسلامية.. وحماية حرية المرور فى قناة السويس!. مخطط جاهز للتنفيذ.. لم يخطر على بال الغرب إمكانية فشله!. كلام مثل الصحيح.. قوات طوارىء دولية فى سيناء لحماية المجرى المائى وإسرائيل وكأن الولاية الإسلامية سيتم إعلانها.. قامت بغير علم الغرب والصهاينة!. طيب إن افترضنا هذا الأمر.. السؤال المنطقى هنا.. ومن الذى أحضر هؤلاء الإرهابيين المرتزقة من دول كثيرة.. من الذى جمعهم ومن الذى أدخلهم سيناء ومن الذى قام بتدريبهم ومن تولى تسليحهم بأحدث سلاح فى ترسانة الغرب ومن الذى ينفق عليهم ومن الذى يوفر لهم إمدادات الذخيرة وإمدادات المعيشة؟. إجابة واحدة عن سؤال واحد من هذه الأسئلة.. يوضح ملامح ما دبروه لنا.. «ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين»!. ما فكروا فيه من سنوات عن شرق أوسط جديد.. أى كيانات جديدة من رحم كل دولة!. شرق أوسط جديد لا وجود فيه لجيوش مركزية.. والهدف الرئيسى المباشر جيش مصر.. ومن بعده جيش سوريا.. وكلنا يعرف أن البداية كانت جيش العراق!. الغرب فوجئ ب30 يونيو!. لا مخابراتهم عرفت ولا جواسيسهم وعملاؤهم وأقمارهم رصدت.. وهم فى تقديرى لم يُقَصِّروا.. لأن شعب مصر العظيم.. ليس له كتالوج حتى يفكوا شفرته.. وفى الوقت الذى اطمأنوا فيه تمامًا لنجاح خطتهم.. عن قناعة تامة بأن الشعب المصرى ابتلع «الطعم» وجاهز للتفاعل مع أى فتنة موجودة.. وأول كنيسة تحترق.. مصر ستحترق بصدام أبناء الشعب المصرى فى حرب أهلية إن اشتعلت لن يقدر مخلوق على احتوائها وليس إخمادها!. خطة استدراج مصر «للربيع العربى» فشلت رغم محاولات الفتن المستميتة على مدى ثلاث سنوات فى 2011 و2012 و2013.. فشلت لأن مصر غِيْر ومصر عَصِيَّة غير قابلة لاقتتال أبناء شعبها!. هل استسلموا؟. لا والله.. وكان رهانهم الأكبر.. حدوتة الولاية الإسلامية.. والموعد 5 يوليو 2013 إلا أن الشعب العظيم بفطرته الأعظم وبوصلته التى لا تخطئ.. وجه لهم ضربته القاضية المرعبة فى 30 يونيو.. سقط الإخوان وانكشف الإخوان ورحل الإخوان وتكشفت حقائق كثيرة.. أغلبها هم من اعترفوا به.. وما قالته هيلارى كلينتون.. العقل المدبر لتولى الإخوان الحكم فى مصر.. ما قالته موجود.. عن رعاية أمريكا للجماعات المتطرفة التى ترفع شعار الإسلام وعن مليارات الدولارات التى تم إنفاقها لأجل سقوط مصر! سقط الإخوان ورحلوا وانفضت الخطة وفشلت.. فهل توقفوا أم راجعوا أنفسهم أو اعترفوا بالواقع الجديد على الأرض؟. لا شىء من هذا حدث.. والعكس هو ما تم! اعتبروا ثورة 30 يونيو انقلابًا ضد الشرعية!. سبحان الله.. عندما خرج الشعب فى 25 يناير ورحل النظام.. اعتبروها ثورة وشرعية واعترفوا بها وهللوا لها.. وكل يوم وفد غربى فى مصر يتابع ويفصح ويجتمع سرًا وعلانية مع الإخوان!. وعندما خرج 30 مليون مصرية ومصرى فى 30 يونيو.. وأسقطوا الإخوان.. تنكروا لنا.. وبات العداء سافرًا ضدنا.. قال إيه: انقلاب!. وبدأ الحصار.. لنجد أفريقيا كلها إلا قليلاً معهم فى الرأى وضدنا!. وسط هذا الحصار المحكم والضغوط المختلفة الرهيبة.. جاء الاجتماع السنوى للأمم المتحدة فى سبتمبر 2014 وكل توقعاتهم مصر ستكتفى بحضور دبلوماسى عادى.. إلا أن الرئيس السيسى بمضمون قناعته بحتمية «تحيا مصر».. قرر أن يحضر هو الاجتماعات!. قرر المواجهة لا المهادنة.. لأننا على حق وما يدعونه هو الباطل!. سافر ليعرض قضية بلاده العادلة.. على دول العالم التى ترى ثورة بلاده انقلابًا!. الرئيس السيسى.. حضوره بنفسه جُرْأة!. نجاحه فى شرخ الحصار وعقد اجتماعات ثنائية مع رؤساء دول.. جُرْأة!. خطابه الذى وجهه لقادة العالم.. كل حرف فى كلمة بجملة فيه.. غاية التوفيق وقمة الجرأة! والمفاجأة الكبرى لكبار العالم.. ختام كلمته بجملته «اللى» من كلمتين.. تحيا مصر.. التى كررها ثلاث مرات.. لتقابل للحظة بصمت مطبق.. ما لبث أن فجرته عاصفة تصفيق هائلة لمصر ورئيس مصر.. الذى كل ما يريده من العالم.. أن تحيا بلاده.. مثلما تحيا كل بلاد العالم!. تحيا مصر «المضمون».. التى قالها الرئيس فى وجه قادة العالم.. غيرت مواقف دول عديدة!. تغير شكلاً ومضموناً وكَّفَ عن عدائه لنا وتفهم عدالة قضيتنا!وبعضها مثل أمريكا وانجلترا تؤيدنا رسمياً شكلاً.. بتضامنها معنا مثلاً ضد الإرهاب.. أيضاً إعلامها ومنظماتها ودكاكينها الحقوقية.. ترانا انقلابيين.. ما علينا!. وقبل أن تنتهى سنة 2014 وتحديدًا فى شهر ديسمبر.. الرئيس السيسى من رَحِمِ تحيا مصر المضمون.. قدم لنا تحيا مصر الكيان!. صندوق اسمه تحيا مصر.. يقبل التبرعات من أبناء مصر ومن أبناء أشقاء مصر.. لينفذ المشروعات العاجلة للشعب.. المسكوت عنها من سنين طويلة.. بعيدًا عن ميزانية الدولة.. التى عندها ما يكفيها من أزمات مستحكمة!. نحن أمام جملة من كلمتين مضمونها.. تحيا مصر.. قويًة عفيّة فتيّة.. وهذا يتطلب استدعاء سمات المصريين المتميرة من كمونها الذى طال.. والأمثلة لا تحصى.. العدالة الاجتماعية.. وصندوق تحيا مصر.. أول من طبق هذه العدالة الاجتماعية واقعًا على الأرض.. بعد أن ظلت عقودًا زمنية شعارًا مرفوعًا لا واقعًا ملموسًا!. العدالة الاجتماعية.. حقيقة رأيناها فى حى الأسمرات الذى انتقل إليه أهالينا البسطاء الذين كانوا يعيشون فى أماكن بالغة الخطورة معدومة الإنسانية!. أتكلم عن 19 ألف وحدة سكنية.. انتقلت إليها 19 ألف أسرة مصرية.. وجدت فى انتظارها شقة فيها الثلاجة والغسالة والبوتاجاز!. وجدت حياة كريمة يستحقها المصرى!. وجدت إلى جوار المسكن كل متطلبات الحى الجديد من خدمات!. وجدت ما يؤكد أن مصر تتغير وتنهض وتتقدم!. الأسمرات كان البداية.. تبعه مشروع غيط العنب بالإسكندرية.. ومشروع منطقة العسال بشبرا.. ومشروع تل العقارب بالسيدة زينب.. وكلها مشروعات.. كل واحد منها.. ضمانة أكيدة أن مصر تحيا إلى الأفضل!. الدولة القوية العفية الفتية.. هى الدولة الموجود فيها التكافل فعلاً لا قولاً بشراكة الدولة مع المجتمع المدنى.. فى توفير الحياة الكريمة لكل مصرى. القرى الأكثر احتياجًا فى ربوع مصر.. واحد من المشروعات البالغة التحضر.. التى قام صندوق تحيا مصر بتمويلها.. وقامت القوات المسلحة بتنفيذها فى وقت قياسى.. لتعويض أهالينا عما فاتهم فى سنين طويلة!. صندوق تحيا مصر.. أخذ المبادرة فى وقتها.. وبمجرد إعلان العالم لاكتشاف علاج لفيروس C.. كان صندوق تحيا مصر جاهزًا.. بتمويل مشروع مكافحة الفيروسات الكبدية.. من خلال برنامج شامل ومركز علاج نموذجى وخطة متكاملة تستهدف علاج مليون مواطن مصرى!. الذى فعلته الدولة عمومًا وصندوق تحيا مصر تحديدًا فى قضية فيروس C.. عمل متحضر جبار. الدولة القوية العفية الفتية قائمة على مستوى الصحة العامة للشعب والصحة مع مجالات أخرى.. أحد معالم نضارة الدولة وشبابها أو عَجْزََّها وشيخوختها!. فى مصر.. أكباد المصريين ينهش فيها فيروس C من عقود.. وبمجرد ظهور علاج عالمى.. تصدت الدولة للمشكلة المزمنة.. بقرار إنسانى متحضر لإنقاذ ملايين المصريين من الوحش الذى ينهش كبد المصريين!. مصر تصدرت دول العالم فى نسبة الشفاء!. مصر وفرت العلاج الباهظ بالمجان للمصريين!. مصر تحركت لتأخذ مكانها الطبيعى.. دولة قوية عفية!. صندوق تحيا مصر.. تصدى لظاهرة نعرفها من زمن ولم نقترب منها.. ربما لغياب الإرادة وضعف الضمير!. أتكلم عن ظاهرة «أطفال الشوارع» أو أطفال بلا مأوى!. الصندوق تحرك بالتعاون مع وزارة التضامن وجمعيات خيرية!. الصندوق خصص 114 مليون جنيه.. لأجل رؤية جديدة فى مواجهة الأزمة المستحكمة!. الصندوق ساهم فى تطوير أربع دور رعاية فى القاهرة والإسكندرية والشرقية.. وأنشأ دور رعاية جديدة فى الصعيد بتكلفة خمسة ملايين جنيه!. الصندوق قدم النموذج الأحدث لاحتواء أطفال وشباب بلا مأوى.. لأجل تطبيقه فى كل محافظات مصر.. لأجل دعم قواعد الدولة القوية العفية الفتية. صندوق تحيا مصر تصدى ببراعة ومهارة وإعداد قائم على دراسات.. تصدى لأزمة البطالة.. بمشروعات مدروسة.. لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ضحايا نظام تعليم.. خصومته تامة.. مع سوق العمل.. والخصومة قائمة من قرب نصف القرن.. دون أن يفكر مخلوق فى حلها!. «ليه ما أعرفش»؟. الصندوق اجتهد بحلول لضحايا المشكلة.. ممثلة فى عدة مشروعات.. منها السيارات التاكسى.. وقدم 1000 سيارة تاكسى فى عشر محافظات. الصندوق فكر واجتهد.. ووجد أننا نملك مادة خام لصناعات عديدة مهمة.. ومع ذلك نقوم بحرقها.. لنخسرها من جهة وتلوث المناخ من جهة أخرى!. أتكلم عن قش الأرز المادة الخام المهمة لصناعات كثيرة!. الصندوق وَفَّر مكابس قش الأرز للشباب.. للاستفادة من القش فى الصناعة بدلا من حرقه!. صندوق تحيا مصر.. وجد مشكلة بلا حل.. اسمها المرأة المُعِيلَة.. وهى الأم التى فقدت زوجها وأصبحت مسئولة عن أطفال وهى لا تملك شيئًا ولا تعمل!. الصندوق وفر 250 مليون جنيه.. لتمويل مشروعات مخصصة لأهالينا الأكثر احتياجًا!. صندوق تحيا مصر.. قَدَّمْ للشباب مشروعًا رائعًا اسمه النقل المُبَرَّد.. من خلال 350 سيارة ثلاجة حمولة 5 أطنان كدفعة أولى للتجربة والحكم على التجربة!. التجربة نجحت بامتياز.. وليس هذا كلامى.. إنما شهادة أربعة شباب من الذين حصلوا على قرض لتمويل مشروع السيارة الثلاجة!. قصة نجاح التجربة عرفناها.. عندما فوجئ صندوق تحيا مصر بالشباب الأربعة فى الصندوقَ!. للوهلة الأولى تصور المسئول.. أن هناك مشكلة ما فى التجربة الجديدة.. أو جزئية ما لم تتم دراستها وتسببت فى فشل التجربة.. وإلا ما تواجدت أربع حالات من مشروع واحد!. المفاجأة أن الشباب الأربعة.. لم يأتوا لرفع شكوى إنما للتعبير عن امتنانهم للصندوق.. الذى ساعدهم بالفكرة والتمويل.. وبالممارسة نجحوا بامتياز.. وأول شىء فكروا فيه.. هو التبرع لصندوق تحيا مصر!. كل شاب من الأرباح التى كسبها.. قدم خمسة آلاف جنيه تبرعًا للصندوق.. الذى كل مَالُه تبرعات!. الامتنان والعرفان والتصالح مع النفس.. سمات شخصية لا غنى عنها إن كنا نريد لمصر أن تحيا!. مصر تحيا.. بكل عمل إيجابى!. مصر تحيا بكل سلوك إيجابى!. مصر تحيا بكل نموذج إيجابى نأخذه قدوة.. والذى قام به الشباب الأربعة نموذج وقدوة لفضيلة الامتنان والعرفان!. الشباب الأربعة قدموا النموذج بعمل رائع فيه اعتراف بالفضل لمن بادر بالفضل.. والصندوق الذى كل أمواله تبرعات.. فتح فرص الأمل بقروض لمن فقدوا الأمل.. وأراد الله لهم النجاح.. فكان أول رد فعل منهم.. التبرع للصندوق لأجل أن يبقى مصدرًا للأمل!. الشباب الأربعة هم: محمد عرفان.. ماجستير حاسب آلى وطارق ربيع ليسانس آداب إنجليزى ومحمد حسن ومحمد سعيد وكلاهما معهد عالى للسياحة. كل التحية لصندوق تحيا مصر.. لدوره فى تأمين أركان الدولة القوية العفية الفتية.. وكل الاحترام والتقدير لشبابنا الأربعة.. على قرارهم الجرىء بالتمرد على الشهادات التى لا تفتح بيتًا.. وعلى إثباتهم أن العمل لا يوجد فيه عيب.. أما التبرع لتحيا مصر ممن يعملون بقرض من تحيا مصر.. فيقينى أنه دليل دامغ.. على أن مصر تحركت فعلاً للأفضل.. والذى حدث من الشباب الأربعة.. قولاً واحدًا.. يحمل معنى واحدًا: «هو ده» شباب مصر الذى به تحيا مصر!. الجيش والشرطة.. يضحون بأرواحهم.. لتحيا مصر.. بناة الوطن يعملون 24 ساعة فى اليوم.. لتحيا مصر. العمل الطيب والكلمة الطيبة مطلوبون.. لتحيا مصر. مصر تحيا بمن قال: وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبنى قواعد المجد وحدى. لا بمن يقول: سكة شمال فى شمال واليمين اختفى لفت بينا الأيام وأخدنا أعظم قفا. لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى