رجل من اليهود يقال له كعب بن الأشرف وهو ما أسماه الله ب( الطاغوت) وقد أحل الرسول صلي الله عليه سلم إهدار دمه بعد أن فضح نساء المسلمين بشعره الفاجر. ذكر في كتاب من قصص الأنبياء أن كعب كان يعلم أن رسول الله علي حق, وأنه جاء بكتاب منزل, عندما ذهب إلي مكة ليؤلب أهلها علي الرسول. ولما سألوه أن يمدح آلهتهم ويقول رأيه في محمد, لم يتورع أن يكذب عليهم ويقول إن المسلمين علي الباطل, فقال فيه القرآن الكريم ألم تر إلي الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدي من الذين آمنوا سبيلا*أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا. ولم يكتف بهذا بل أخذ يبشر بقدوم نبي جديد يعيد الأمور إلي ما كانت عليه ويبشر بقيمه وفضائله, كما أنه اتخذ من شعره وسيلة لانتهاك حرمات المسلمين في نسائهم, وقد بلغ به الفجور أنه رثي من قتل من المشركين في بدر وكان يريد بذلك إغاظة المسلمين, فقد قال عن قتلي بدر: هؤلاء أشراف العرب وملوك الناس والله لئن كان محمد قد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها. بل ذهب إلي مكة يحرض الناس علي قتال المسلمين, ثم عاد ليهاجم نساء المسلمين بالمدينة المنورة, بلا خوف من غضب الناس بعد أن سمعوا ما قاله من أشعاره البذيئة في نسائهم. ذهب الناس إلي الرسول عليه الصلاة والسلام متحدثين له عن هذا الشاعر الذي يهجو أعراض نساء المسلمين, وأن هذا اليهودي سوف يشعل فتنة قد لا نقوي علي إخمادها, وقد آن الأوان للتخلص منه وقتله, حتي يأمنوا مؤامراته ووضاعة لسانه, قال الرسول عليه الصلاة والسلام من لي بابن الأشرف؟ قال محمد بن سلمة الأنصاري: دعه يا رسول الله لي لأقتله, ولكن محمد بن مسلمة وجد أن الأمر لا بد له من خدعة. ذهب ابن مسلمة ومعه بعض صحبه إليه وقال له: إني قد جئتك في حاجة أريد ذكرها لك, فاكتم عني. قال له كعب بن الأشرف: وما حاجتك,إن قدوم هذا الرجل- يقصد النبي- بلاء من البلاء, عادتنا به العرب, وتجمعت علينا من أجله, وقطعت علينا السبل حتي جاعت العيال وقل المال. قال ابن مسلمة: لقد كنت أخبرتكم أن الأمر سيصير إلي ما تقول. وقد أردت أن تبيعنا طعاما, ونرهن لك, ونوثق الرهن علي أن تحسن معاملتنا. قال كعب: ارهنوني أبناءكم ونساءكم. قالوا: هل تريد أن تفضحنا بين أحياء العرب؟ قال ابن مسلمة: نرهنك من السلاح والدروع ما فيه وفاء لدينك علينا, قال كعب: أجل إن في الدروع وفاء. واتفق الرجل مع كعب بن الأشرف علي موعد, ورجع الرجل يحدث أصحابه بما تم من اتفاق بينه وبين كعب.وفي الموعد المحدد ذهب القوم إلي حصن كعب بن الأشرف, فخرج إليهم, فمال علي أحدهم, فأمسك الرجل برأس كعب وطعنه زملاؤه بالسيوف, ولم يتركوه إلا جثة هامدة. وبذلك استطاع المسلمون ان يتخلصوا من لسانه البذيء, ومن تحريضه علي المسلمين.