طابور الناخبين فى انتظار الأدلاء بأصواتهم ضربت الإسكندرية فى أول أيام الإنتخابات الرئاسية أروع مثال لإحساس المواطن المصرى بالمسئولية وتحديه للإرهاب الذى حاول تخويف المواطنين لعدم النزول للإنتخاب. فقد تحول المشهد الانتخابى فى المدينة الساحلية إلى كرنفال فى حب مصر، وذلك فى أول أيام الانتخابات الرئاسية 2018، التى تقام على مدار ثلاثة أيام، وتجرى داخل 407 مراكز انتخابية موزعة على المحافظة، ويبلغ عدد اللجان العامة 18 لجنة، وإجمالى اللجان الفرعية 681 لجنة فرعية. ومنذ الساعات الأولى من النهار تأهبت اللجان الانتخابية بالمدينة لاستقبال الناخبين، وسط تأمين مكثف من رجال القوات المسلحة والبحرية والشرطة. وحرص الناخبون على الاحتشاد أمام اللجان منذ فتح أبوابها فى تمام الساعة التاسعة صباحا للإدلاء بأصواتهم،كما حملوا الأعلام المصرية وصورة الرئيس عبد الفتاح السيسى واصطحب عدد كبير منهم أبناءهم لتأكيد دعمهم للدولة المصرية، وقام عدد من السيدات بإطلاق الزغاريد فور خروجهن من اللجان ابتهاجا بالعملية الانتخابية. وجابت سيارات نقل مزينة بالأعلام المصرية محيط اللجان الانتخابية بمختلف المناطق تذيع الأغانى الوطنية خاصة أغنية الصاعقة «قالوا ايه» لحث الناخبين على المشاركة فى الانتخابات ، وهو ما لقى قبولا لدى المواطنين الذين حرصوا على التجاوب والاحتفال معها. وأدلى الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، بصوته فى مدرسة السيرة الحسنة الإعدادية بنات بمنطقة فلمنج، كما اطمأن على بدء العملية الانتخابية ودخول المواطنين للإدلاء بأصواتهم وعدم وجود أى معوقات تعوق سير الانتخابات والتأكد من تنفيذ كافة الاستعدادات والترتيبات وفقا للخطة التى أعدتها المحافظة. ومن ناحية أخري، واصل عدد من الأحزاب والقوى السياسية حث المواطنين على المشاركة، من بينها حزب حماة الوطن، الذى قام بحشد أعضائه ومساعدة المواطنين للعثور على أماكن الإنتخاب و توفير وسائل مواصلات لنقلهم اليها. كما قام المهندس محمد فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب ورئيس مجلس إدارة نادى سموحة بالإدلاء بصوته فى مدرسة هدى شعراوى بمنطقة مصطفى كامل. كما شارك الرياضيون وخاصة رؤساء الأندية فى مقدمتهم محمد مصيلحى رئيس نادى الاتحاد السكندرى والنائب طارق السيد رئيس النادى الأوليمبي، وسيد سمرة رئيس نادى الجياد وأحمد وردة رئيس نادى سبورتنج وغيرهم من روساء المناطق الرياضية فى الإنتخاب وقاموا بحث الرياضيين من الأندية الشعبية ومراكز الشباب، والمدربين واللاعبين على النزول للمشاركة بالانتخابات مستغلين التسهيلات التى وفرها لهم رؤساء الأندية من اتوبيسات نقل كبيرة مكيفة وميكروباصات لنقلهم لمراكز الانتخابات. الجدير بالذكر أن نواب الاسكندرية نجحوا الى حد كبير فى إقناع سكان دوائرهم بالنزول والإدلاء بأصواتهم بعد أن وفروا لهم وسائل انتقالات وقفت بالميادين وبعض مراكز الشباب القريبة من مساكنهم وقام بعض النواب مثل حسنى حافظ وسمير البطيخي وطارق السيد وسحر طلعت مصطفى وصلاح عيسى بالاشراف الشخصى على ركوب المواطنين وتوفير سبل الراحة لهم، وقد أكد حسنى حافظ ان الحشد لن يقتصر على الْيَوْمَ الاول بل سيستمر حتى موعد انتهاء الوقت المحدد للانتخابات مساء الأربعاء. فيما تزينت أغلب المقاهى بالمناطق الشعبية بأعلام مصر وأطلق أصحاب تلك المقاهى الأغانى الوطنية التى تحث المواطنين على النزول والمشاركة، وكان كبار السن هم من تصدروا المشهد بوجوه ملأها الفرح والسعادة معلنين عن إستجابة واضحة لدعوات المشاركة الإيجابية. والتقت «الأهرام» بعض المواطنين ومنهم عبد الكريم عباس عبد المجيد 71 سنة بالمعاش يقول «أنا وأسرتى نزلنا علشان نصوت لأن صوتنا أمانة». وفى مشهد انسانى جميل يعبر عن الروح المصرية الوثابة والمتجاوزة لأزماتها أتت سيدة مسنة وزوجها الضرير متحاملين على نفسيهما للإدلاء بصوتهما، حيث جاءت الزوجة مرافقة لزوجها بعد إدلائها بصوتها فى اللجنة النسائية ليشارك الزوج وهو قبطى ويدعى «وليم نسيم» 76 سنة وكان يعمل مديرا عاما بشركة كيماويات الذى أكد أنه لم يتأخر عن نداء مصر فى أى يوم من الأيام وأنه شارك فى كل الاستحقاقات الانتخابية وسيظل يشارك حتى يتوفاه الله. ورصدت الأهرام أيضا إقبالا من السيدات على اللجان الانتخابية النسائية خاصة مدرستى الشهيد السادات الابتدائية ومدرسة عمر المختار الاعدادية بنات وحضرت السيدات من المناطق الشعبية فى سيارات المشروع والسرفيس تحمل كل سيدة منهن علم مصر. وساهم حزب النور من خلال اللافتات الانتخابية المنتشرة فى عدة مناطق بشرق المدينة بحث المواطنين على الإدلاء بأصواتهم. فيما لم تتلق غرفة عمليات اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشارين محمد المشد و سيد حامد اية شكاوى من وجود معوقات او مخالفات متعلقة بالعملية الانتخابية، حيث انطلقت فى التاسعة العملية الانتخابية فى كافة اللجان الانتخابية، بالمحافظة و عددها 488 لجنة فرعية.