* المواطنون : تجربة حضارية تسهم فى تخفيف الضغط المرورى بالشارع وتوفيرالوقود * المشروع يستوعب 8 ملايين راكب.. ويخدم أصحاب السيارات وذوى الاحتياجات الخاصة * تنسيق مع هيئة المترو لربط محطاته بمسارات الأتوبيس لخدمة المواطنين الأتوبيس الذكى تجربة جديدة متطورة تم تطبيقها فى شوارع العاصمة للحد من التلوث والحفاظ على المظهر الحضارى وتشجيع المواطنين لاستخدامها بدلا من سياراتهم وجذب استثمارات جديدة فى مجال نقل الركاب، فالخدمة الجديدة تعد نقلة حضارية ملموسة فى مجال النقل الجماعى. (تحقيقات الأهرام) رصدت التجربة الجديدة واستمعت إلى آراء الركاب فيها إلى جانب وجهة نظر خبراء النقل حول مدى تأثير الخدمة على الحد من الزحام فى شوارع القاهرة. من داخل موقف عبد المنعم رياض التقينا عددا من ركاب الأتوبيس الجديد فيقول أمجد حنا - مهندس - لا شك أنها تجربة متميزة تخدم قطاعا مهما فى المجتمع خاصة فى ظل التطور التكنولوجى الذى يتطلب أن تتواكب معه وسائل النقل الجماعى ومع بدء تنفيذ الخدمة حرصت على استخدامها بشكل منتظم وبأمان وسعر التذكرة أوفر من قيادتى للسيارة. ويرى عادل محمود - محام - أن استخدام الأتوبيس الذكى يمثل الاهتمام بالنقل الجماعى للركاب بصورة مشرفة وحضارية تشجع قائدى السيارات على استخدامها بدلا من سياراتهم مادام توافرت لديهم وسيلة نقل حديثة بها كل الإمكانات التى يحتاجونها. وتقول جيهان عبد المقصود - طالبة - إن أهم ما يميز الأتوبيس الذكى هو فكرة اهتمامه بقطاع مهم من المواطنين لا يحظى باهتمام باقى وسائل النقل وهم ذوو القدرات الخاصة الذين يواجهون صعوبات كثيرة فى أثناء تنقلاتهم بسبب ظروفهم الخاصة، لذلك فإن الخدمة الجديدة تلبى احتياجاتهم وتساعدهم على التحرك بسهولة وأمان. وتصف هبة السيد - طالبة - الخدمة الجديدة بأنها تجربة حضارية مهمة تليق بالمواطنين، كما أنها تسهم فى تخفيف الضغط المرورى وتكدس السيارات وتعمل على الارتقاء بمنظومة النقل بشكل عام وبالتالى يعتمد المواطنون عليها فى تحركاتهم. أما د. هشام طه - رئيس الشركة المنفذة للمشروع - فيري أن الاستثمار فى مجال النقل الجماعى خطوة مهمة لتشجيع وجذب المستثمرين ورءوس الأموال لتنفيذ مشروعات تخدم المواطنين، لذلك فإنه ستتم زيادة استثمارات الشركة فى السوق المصرية فى عدد من المجالات الحيوية أهمها النقل الجماعى، لخدمة أكثر من 8 ملايين راكب خلال العامين المقبلين، ومن المتوقع أن يستوعب المشروع أكثر من 3600 عامل ومهندس وسائق..و الشركة قامت خلال الشهر الماضى بزيادة رأسمالها إلى 150 مليون جنيه وقبل نهاية العام الحالى تعتزم زيادة رأسمالها مرة أخرى إلى 250 مليون جنيه كما أن خطة استثماراتها المستقبلية والتى تم اعتمادها أخيرا تصل إلى 3 مليارات جنيه مع نهاية عام 2021 ، لذلك تخطط لطرح أسهمها فى البورصة المصرية فى عام 2020. وأكد أن هناك تنسيقا مع هيئة مترو الأنفاق للتعريف بخطوط سير الأتوبيسات الذكية على خريطة المترو وربط محطاتها مع محطات التوقف الرئيسية له فى إطار السعى للتكامل بين وسائل النقل المختلفة وتيسيرا على المواطنين للانتقال باستخدام المترو والأوتوبيسات الذكية. ويوضح العميد عباس القطان - المتحدث باسم الشركة - مميزات الأتوبيس الذكى قائلا : المشروع الجديد يقدم خدمة راقية ويهدف إلى توفير بديل عملى حضارى مناسب للركاب، ومميز ومغر لقائدى المركبات الخاصة لاستخدام وسائل النقل العام التى توفر كل سبل الراحة والأمان من خلال منظومة إلكترونية رائدة تتم إدارتها باحترافية. وقال إن عدد المركبات التى تم تشغيلها منذ بدء المشروع 16 أتوبيسا و40 مينى باصا، والمنتظر زيادتها مع ارتفاع الإقبال على استخدامها، وتشغيل خطوط جديدة، أما عن سعر التذكرة فى الأتوبيس الذكى فتبلغ 10 جنيهات و (المينى باص ) 5 جنيهات، وأرجع سبب ارتفاع ثمن التذاكر فى الأتوبيس لأن به مميزات تجعله يجذب فئة معينة أغلبهم قائدو سيارات خاصة، وكل الأتوبيسات مكيفة وتعمل من خلال مخرجين، أحدهما للصعود والآخر للنزول، ومزودة بشاشة للدفع الإلكترونى والإنترنت المجانى (الواى فاى ) وشاشة لعرض المسارات والمحطات التالية إلى جانب إذاعة صوتية باسم المحطة داخل الأتوبيسات، وتم تجهيز نحو 50% من السيارات لذوى القدرات الخاصة، حيث يوجد داخل الباص مشاية تهبط لراكب الكرسى المتحرك وتصعد به للداخل ويمكن تشغيلها من خلال زر خارج السيارة أو من عند السائق. ويضيف: كل أتوبيس مراقب داخليا بكاميرات مراقبة، وعداد أوتوماتيكى لحصر عدد الركاب فى السيارة، كما أن جميع السيارات مزودة بمخرج USB وسماعات بجوار كل راكب لسماع الإعلانات المعروضة على الشاشات بدون صوت خارجى لعدم إزعاج باقى الركاب، كما يمكن متابعة خط سير الباص من خلال ( أبلكيشن ) على الموبايل ليعرف الراكب وقت وصول الأتوبيس. ويعلق النائب محمد زين - وكيل لجنة النقل بمجلس النواب على انطلاق مشروع الأتوبيس الذكى فى شوارع العاصمة قائلا إنه يعد خطوة فعالة لحل أزمة الازدحام المرورى والتكدس من جانب السيارات الخاصة من خلال توفير وسيلة نقل حديثة ومتطورة وبها كل الإمكانات اللازمة لهم إلى جانب أن سعر التذكرة مناسب لهذه الفئة. ويقول د. أسامة عقيل - خبير الطرق والنقل : ما يميز المشروع مشاركة القطاع الخاص مع هيئة النقل العام لتقديم خدمة متميزة للركاب مما ينعكس على منظومة النقل الجماعى لتواكب التطورات الحديثة فى وسائل النقل، كما أن استخدام الكروت الممغنطة فى الأتوبيس الذكى يشبه ما يستخدم فى دول أوروبا، لذلك فإن الأتوبيس الذكى خطوة جيدة ومتطورة فى منظومة نقل الركاب.