فى تصاعد جديد للأزمة بين البلدين، أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف أمس أن بلاده ستطرد 3 دبلوماسيين بريطانيين وربما أكثر ردا على قرار لندن الخاص بطرد 23 من العاملين بالسفارة الروسية بها على خلفية قضية تسميم الجاسوس الروسى المزدوج سيرجى سكريبال وابنته يوليا. وقال لافروف للصحفيين ردا على سؤال حول ما إذا كانت بلاده سترد بالمثل على قرار الطرد الذى أعلنته رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى: «بالطبع سنقوم بذلك وسنفعله». وجاءت تصريحات لافروف فى هذا الصدد عقب محادثاته فى آستانا عاصمة كازاخستان حول سوريا مع نظيريه الإيرانى محمد جواد ظريف والتركى مولود جاويش أوغلو. وأوضح لافروف أن: جافين وليامسون وزير الدفاع البريطانى ربما ينقصه التهذيب، وأضاف أن موسكو لم تعد تهتم بالتعليقات الصادرة من لندن بشأن مزاعم تسميم الجاسوس التى ننفيها تماما. وجاء تصريحاته فى هذا الصدد ردا ما قاله وليامسون فى وقت سابق إن «روسيا ينبغى أن تغرب عن وجهنا وتخرس». وفى الشأن ذاته، نقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية عن لافروف قوله إن «الدافع وراء تسميم العميل المزدوج السابق سيرجى سكريبال فى انجلترا ربما كان يهدف إلى تعقيد استضافة روسيا لنهائيات كأس العالم لكرة القدم هذا الصيف ابتداء من 14 يونيو المقبل». يذكر أن لندن أعلنت مقاطعة هذا المونديال وعدم إرسال أى ممثل أو دبلوماسى أو أحد أفراد الأسرة الملكية البريطانية إليه. كما نقلت الوكالة ذاتها عن ألكسندر ياكوفينكو سفير موسكو لدى بريطانيا قوله أمس إن «روسيا ستمارس أقصى قدر من الضغوط على لندن فى النزاع بشأن تسميم جاسوس روسى سابق»، وأضاف قائلا إن: «23دبلوماسيا روسيا طردتهم لندن بسبب الأمر يمثلون 40٪من العاملين فى الممكلة المتحدة، وهو ما سيؤثر بشكل خطير على عمل السفارة. واتهم ياكوفينكو، فى مقابلة مع تليفزيون"روسيا 24"، بريطانيا بتصعيد عدوانها على موسكو بهدف تشتيت انتباه الرأى العام بعيدا عن الصعوبات فى إدارتها لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبى فى عام 2019. وعلى الصعيد ذاته، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف قوله إن"موسكو سترد على حزمة عقوبات أمريكية جديدة بتوسيع قائمتها السوداء للأمريكيين". ونسبت الوكالة لريابكوف أن روسيا ستستخدم مبدأ التكافؤ فى ردها على العقوبات، التى فرضت عليها بزعم تدخلها فى الانتخابات الأمريكية وشن هجمات إلكترونية، لكن موسكو لا تستبعد أى إجراءات إضافية، وقال ريابكوف إن موسكو تريد الإبقاء على الحوار مع واشنطن، وإن الأشخاص الذين يريدون تدمير العلاقات مع روسيا فى الولاياتالمتحدة يلعبون بالنار. وفى لندن، أفادت صحيفة «تليجراف البريطانية» نقلا عن مصادر مطلعة إن غاز الأعصاب الذى تم استخدامه فى تسميم سكريبالتم وضعه فى حقيبة ابنته يوليا قبل أن تغادر موسكو إلى لندن فى 3 من مارس الجاري، وفقا لما ذكرته شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية. وقالت الصحيفة نقلا عن المصادر إن المحققين البريطانيين يجرون تحقيقاتهم بناء على فرضية تفيد أن قطعة من ملابس أو أدوات زينة أو هدية مشبعة بالمادة السامة تم فتحها فى منزل سكريبال فى سالزبري. وقالت بريطانيا إن المادة السامة، التى تعرض لها أيضا شرطى بريطانى فى الموقع، هى غاز الأعصاب القاتل"نوفيتشوك" الذى كان الجيش السوفيتى أول من طوره. يذكر أن الشرطة البريطانية عثرت على سكريبال - 66 عاما - وابنته يوليا - 33 عاما- فاقدى الوعى خارج مركز تجارى فى مدينة سالزبرى بجنوب انجلترا فى 4 من مارس. ونقلا إلى المستشفى حيث يرقدان فى حالة حرجة منذ ذلك الحين.