سهير طاهر : أطلق علي أبو جهل فرعون الأمة لأنه الوحيد من بين زعماء المشركين في مكة, الذي لم يلن في محاربة ومواجهة الإسلام, وصاحب أقسي المواقف ضد الدين الإسلامي, فهو الذي قام بمحاولة لقتل رسول الله في فترة الدعوة المكية. عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم, من أشد المعادين لنبي الله محمد صلي الله عليه وسلم وكنيته أبو الحكم ولكن أبو جهل, كناه بها محمد صلي الله عليه وسلم, وقيل: الوليد بن المغيرة هو من سمي عمرو بن هشام أبا جهل وذلك لسرعة غضبه والجهل في لغة العرب ضد الحلم, أبوه هو هشام بن المغيرة سيد بني مخزوم من كنانة. وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم, ومن أبنائه الصحابي الجليل عكرمة بن أبي جهل. وفي رواية عن كتاب من قصص الأنبياء قيل: عن عمر بن الخطاب قال: كنت جالسا مع أبي جهل وشيبة ابن ربيعة, فقال أبو جهل: يا معشر قريش, إن محمدا قد شتم آلهتكم وسفه أحلامكم وزعم أن من مضي من آبائكم يتهافتون في النار, ألا, ومن قتل محمدا فله علي مائة ناقة حمراء وسوداء وألف أوقية من فضة. وفي رواية أخري, قال أبو جهل: يا معشر قريش, إن محمدا قد أبي إلا ما ترون من عيب ديننا, وشتم آبائنا, وتسفيه أحلامنا, وشتم آلهتنا, وإني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر ما أطيق حمله- أو كما قال-فإذا سجد في صلاته فضخت به رأسه فأسلموني عند ذلك أو امنعوني, فليصنع بعد ذلك بنو عبد مناف, ما بدا لهم قالوا:والله لا نسلمك لشيء أبدا, فامض لما تريد. فلما أصبح أبو جهل, أخذ حجرا كما وصف ثم جلس لرسول الله ينتظره وغدا رسول الله كما كان يغدو, وكان بمكة وقبلته إلي الشام, فكان إذا صلي صلي بين الركن اليماني والحجر الأسود, وجعل الكعبة بينه وبين الشام. فقام رسول الله يصلي وقد غدت قريش, فجلسوا في أنديتهم ينتظرون ما أبو جهل فاعل. فلما سجد رسول الله احتمل أبو جهل الحجر, ثم أقبل نحوه حتي إذا دنا منه رجع منهزما. منتقعا لونه مرعوبا. قد يبست يداه علي حجره. حتي قذف الحجر من يده. وقامت إليه رجال قريش. فقالوا له ما لك يا أبا الحكم ؟ قال قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة, فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل لا والله ما رأيت مثل هامته ولا مثل قصرته ولا أنيابه لفحل قط. فهم بي أن يأكلني.