أحمد عامر عبدالله : تعتبر التقوي من أهم دعائم الدعاء, كما يوضح الدكتور مبروك عطية أستاذ بجامعة الأزهر- ولا أدل علي ذلك من قول الله تعالي في سورة المائدة( إنما يتقبل الله من المتقين). ويضيف الدكتور مبروك عطية أن التعبير ب إنما كما قال الإمام عبد القاهر الجرجاني: لا يتأتي إلا من بليغ, فهي أبلغ أدوات القصر, وكأن الله تعالي لا يتقبل دعاء أحد إلا إذا كان تقيا. ويوضح الدكتور عطية أن معني التقوي بأسلوب ميسر: أن تتخذ لنفسك وقاية من غضب ربك وعذابه, ولن تكون تقيا وأنت تشرك بالله ما لم ينزل به سلطانا, أو أن تكون مهملا لعبادة شرعها من أجل أن تتعبده بها, أو تخالف سلوكا وجهك إليه أو سبيلا أراد لك أن تسلكه, ولن تكون تقيا إلا إذا كنت في السر كما تكون في العلن, وتكون متقنا لعملك مع وجود الرقيب من البشر وعدم وجوده, والكتاب العزيز حافل بسياق التقوي, ومن ذلك قول الله تعالي في سورة البقرة:( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصالة وآتي الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) وهي من الآيات الجامعة المانعة, ومن معطيات الآية الكريمة أن تقوي الله لا تكون بالشكل ولا بالحركات, فالله عز وجل لا ينظر إلي صورنا ولكن ينظر إلي قلوبنا وأعمالنا, والتقوي محلها القلب كما قال صلي الله عليه وسلم مرارا وأشار إلي قلبه وقال: التقوي ههنا, وهي تتجلي بلا شك في الجوارح عملا صالحا وبرا وإحسانا.