لم يعد بيننا وبين حسم معركة الانتخابات الرئاسية إلا نحو ثلاثة أسابيع. وحتى الآن تسير المعركة الدعائية للانتخابات على خير ما يرام. وتدل المؤشرات على أنه سوف تستمر على هذا المنوال المشرف حتى الانتهاء بالتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم 26 من الشهر الحالي. وقد قام المجلس الأعلى للإعلام بوضع الضوابط الإعلامية للحملة الانتخابية، حيث تقوم كل وسائل الإعلام والصحافة بواجبها الوطنى فى حياد ونزاهة، حتى تكون التغطية الإعلامية مشرفة للإعلام المصري. والرئيس السيسى - باعتباره مرشحاً فى هذه المعركة الانتخابية - ليس فى حاجة إلى كثير من الدعاية الانتخابية... فمسيرته اليومية فى مختلف المجالات والمشروعات الوطنية، وفى وسط المعركة ضد الإرهاب التى تخوضها قواتنا المسلحة فى سيناء، خير دعاية له فى هذه المعركة. أما المرشح الثانى فى هذه الانتخابات المهندس موسى مصطفى موسى فهو وجه جديد على الساحة السياسية. وقد كانت المعركة فى حاجة إلى ترشحه حتى لا يكون الرئيس السيسى هو المرشح الوحيد فى المعركة الانتخابية، لأن مصر عامرة بأبنائها من ذوى الكفاءة والقدرة على نيل شرف خوض المعركة لرئاسة الجمهورية. ومن أجل ذلك يحتاج موسى معاونته إعلاميا فى توضيح برنامجه السياسى والاقتصادى الذى يطرحه فى هذه المعركة، وبهذا تكون الصحف القومية والقنوات الفضائية الرسمية قد قامت بواجبها الوطنى والديمقراطى فى تعريف جمهور الناخبين بالمرشح المنافس للرئيس السيسي، وتكون صورتها الاعلامية مشرفة لمصر أمام العالم. والمؤكد فى هذا المجال أن الرئيس السيسى نفسه سيكون أكثر الناس سعادة بهذا الاتجاه الاعلامى من أجل دعم منافسه فى الانتخابات الرئاسية، لأن الإعلام الوطنى سيظهر أمام العالم فى هذه الحالة أنه ليس حكرا للدعاية للرئيس السيسى وحده. والواجب الوطنى الثانى لوسائل الإعلام الرسمية والصحف القومية هو التركيز على تحفيز الناخبين على ضرورة التوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الانتخاب، لأن هذا يعتبر عملا وطنيا وديمقراطيا، وألا يلتفتوا للأبواق المعادية والفاشلة التى تدعوهم لمقاطعة الانتخابات وعدم التوجه إلى لجان الاقتراع، لأنه لو حدث هذا الأمر فسوف تظهر مصر أمام العالم، كأنها دولة بعيدة عن روح الديمقراطية وعن عالم السياسة. لمزيد من مقالات فؤاد سعد