هناك مثل شعبى دارج تتلخَّص قصته فى رجل كان يبيع العدس والفول، وهاجمه أحد اللصوص وسرق نقوده فجرى وراءه ليستعيد نقوده، ولكنه أثناء الجرى وقع اللص فوق كيس مملوء بالعدس، وحينما وصل الناس لمعرفة ما حدث رأوا العدس يملأ الأرض أسفل قدم اللص فظنوا أنه يجرى وراءه لأنه سرق منه بعض حبات العدس ووجهوا له عتاباً شديداً متهمينه بالتفاهة لأنه يجرى وراء لص لمجرد أنه سرق بعض حبات من العدس، فكان رده عليهم «ما هو اللى ما يعرفش يقول عدس». تذكرت قصة هذا المثل وأنا أرصد هذا الهجوم الشرس الذى يشنه البعض على تطوير القناة الأولى بالتليفزيون المصري، فقد نسج بعض الكتاب من خيالهم المريض قصصا وحكايات حول التطوير وأنه تكلف مبالغ طائلة اعتبرها البعض إهدارا للمال العام، بينما هو فى الحقيقة لم يكلف الدولة شيئا، خاصة بعد إسناده لشركة تمتلك خبرة فى هذا المجال لأنها هى نفس الشركة التى كانت وراء نجاح وتألق الراديو 9090 فى ظل ظروف صعبة ومناخ فى منتهى التعقيد خلال فترة حكم الإخوان.. المهم أن هذا التطوير لم يكلف الدولة جنيها واحدا لأنه يتم من حصيلة الإعلانات التى تتولاها وكالات قومية مشهود لها بالكفاءة والشفافية. وقد يصاب البعض بالدهشة حينما نعلم أن تكلفة تطوير القناة الأولى لا تساوى شيئا أمام كل تلك المليارات التى تم صرفها على محطات فضائية لم يسمع عنها أحد وكأنها قنوات «سرية». خلاصة القول.. هذا الهجوم الضارى على تلك النقلة النوعية التى حدثت فى القناة الأولى ما هو إلا نوع من الحرب بالوكالة لأن للأسف الشديد هذا الهجوم يخرج من داخل ماسبيرو لأن هذا «التطوير» تسبب فى كشف عورات أنصاف وأرباع الموهوبين وأصحاب المصالح، بل أسقط ورقة التوت التى كانت توارى سوءة هذا المبنى العريق الذى تفوح منه الآن رائحة المصالح. فانطبق على من يهاجمون تطوير الأولى القول بأن «اللى مايعرفش يقول عدس».