بالفعل ماقامت به سعاد هو «جبروت امرأة»، فهو لم يكن نهاية لفيلم سينمائى وإنما كان نهاية حقيقية لواقع مؤلم، جمعت المخدرات فيه بين صديقيْن، وزوجة تحركت الشهوة فى دمائها، وصديق زوجها الذى لعبت «المخدرات» بعقله، فأذهبته، وسقطا معًَا فى بئر الخيانة، وصعد «الصديقان» والزوجة الخائنة إلى الهاوية. كانت قرية «القيراطية» التابعة لمركز المحلة الكبري، تعيش آمنة مطمئنة، كغيرها من قرى «الغربية» التى لا يعرف أهلها سوى الكد والتعب من أجل لقمة العيش. وكانت بقايا من «الزمن الجميل» تكسو الأسرة المصرية فى هذه القرية، التى استيقظت قبل بضعة أيام على مقتل شاب داخل منزله ليتوقف الزمن واضعًا نهاية حزينة لأحداث أليمة، ويتهاوى «معبد» العادات والتقاليد الجميلة، وتصبح الصداقة عند مفترق طرق، خاصة أن الأجواء امتلأت بالمخدرات، التى تخدِّر الأجسام وتغيِّب العقول، وتجعل الرغبات متوحشة.. ويتم إبلاغ الرائد عمر أبو بكر، رئيس مركز شرطة المحلة، وتبدأ التحريات التى يشرف عليها اللواء أيمن لقية، رئيس المباحث الجنائية بالغربية، كما تم إخطار اللواء طارق حسونة، مدير أمن الغربية. وكانت «سعاد» (29 سنة ربة منزل) تعيش مع زوجها (32 سنة سائق توك توك)، وأطفالها الثلاثة، فى أمان وهدوء، حتى دخل الشيطان «العاطل» مرتديًا ثوب صديق الزوج، وأصبح «ثالثهم»، وأصبح واحدًا من أفراد الأسرة، بل صار زوجًا عرفيًّا لزوجة صديقه!! نعم.. جمعت الزوجة بين زوجيْن، وتوطدت العلاقة بينها والزوج الثاني، فى غياب الزوج الأول، أحيانًا عن المنزل، وأحيانًا أخرى عن الوعي.. ودار بين «الخائنين» حوار حول ضرورة طلب الطلاق من الزوج المخدوع حتى يخلو لهما الجو، وتصبح الخائنة للخائن وحده!! إلا أن المخدر أتى له بفكرة لن تكلفه أعباء مالية، فى هذا الزمن الصعب، وهو العاطل بطبعه، فقال لها: «نتزوج عرفيًّا»!! ثم قام بعد ذلك بتصوير الزوجة الخائنة فى أوضاع مخلة!! وفى إحدى السهرات قال الصديق الخائن (الزوج العرفيّ) للزوج الرسمى أنه على علاقة بزوجته، وأنه تزوجها عرفيا!! فواجه الزوج زوجته بما سمع، فأنكرت حفاظًا على أطفالها، ولكى تثبت له صدق ما قالت، اتفقا على استدراجه بحجة شراء سيارة، ثم التخلص منه. وبالفعل حضر المجنى عليه إلى منزل المتهمة، وأتت الزوجة بسكين وقامت بطعنه 9 طعنات، ولم تتركه إلا جثة هامدة، مضرجة فى دمائها. ثم خرجت فى «جوف الليل» وبيدها السكين تصرخ بصوتها العالي: «أنا قتلته.. أنا قتلته». وقام الجيران بإبلاغ العقيد محمد عمارة، وتم ضبط المتهمةليسدل الستار على هذه الواقعة التى هزت أرجاء القرية، ويضع الزوج نهاية لعلاقة جمعت بين زوجته و»صديقه».