ناقش معرض الكتاب، أمس الأول الثلاثاء، أسباب انخفاض مبيعات النشر الإلكترونى عالميا فى ندوة عقدت بقاعة لطيفة الزيات أدارها شريف بكر أمين عام اتحاد الناشرين العرب، وشارك فيها كل من : د.عماد الأكحل، مدير أحد مواقع بيع الكتب إلكترونيا،وخبيرى النشر الإلكترونى الألمانيان فابيان كيرنى، د.هارالد هينزلر. وافتتح بكر الندوة مستعرضا واقع الكتاب الإلكترونى حاليا وموقف سوق النشر،لافتا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت صعودا ملحوظا للكتاب الصوتى المسموع على حساب الكتاب الإلكترونى المقروء، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تشهد أكبر نسبة ارتفاع فى مبيعات الكتب الإلكترونية مقارنة بأوروبا. وأوضح د.هارالد هينزلر،مستشار النشر الإلكترونى الأكاديمى بألمانيا أن سوق النشر الأكاديمى شهدت انتعاشا فى الكتب الإلكترونية لأن الطلاب يفضلونها على أجهزتهم المحمولة وهذا أثر على طبيعة النشر الأكاديمى، فمعظم الباحثين والعلماء يتوجهون الآن لمنصات إلكترونية لنشر أبحاثهم ودراساتهم، وساعد على ذلك تحول الكثير من المنصات والمجلات الأكاديمية إلى إلكترونية فأصبح من السهل تحميل ورفع الأبحاث،مؤكدا أنه بالنسبة للنشر الأكاديمى فلن يموت أبدا الكتاب الإلكترونى. وأضاف أن هذا أثر على أسلوب الناشرين والموزعين الذين لجأوا للمنصات والتقنيات الرقمية لتسويق وبيع منتجاتهم،مشيرا إلى أن الأمر بالكامل يعتمد على طبيعة الجمهور واحتياجاتهم واهتماماتهم، معتبرا أنه من الخطأ تعميم تجربة دولة بعينها على آخرى لأن طبيعة واحتياجات القراء تختلف من مكان لآخر. ولفت فابيان كيرنى إلى أن مبيعات الكتب الإلكترونية انخفضت 17% فى الربع الأول من عام 2016 بينما شهدت مبيعات الكتب الورقية ارتفاعا بنسبة 20%، كما شهد سوق الكتب الإلكترونية تغييرات كثيرة تأثرت بالتقنيات الإلكترونية ولكنها لم تنكمش كما يرى البعض، مرجعا ذلك لدور مواقع مثل آمازون التى أتاحت بشكل واسع إمكانية صناعة المحتوى الإلكترونى ونشره من خلال الكتب الإلكترونية التى يكتبها المستخدمون، مما أحدث طفرة فى النشر الشخصى الإلكترونى، مشيرا إلى أن الإشكالية لم تعد الكتاب الإلكترونى فى مقابل الورقى بل مبيعات الكتب الكترونيا مقابل الطرق التقليدية لتسويق وبيع الكتب. من جانبه لا يرى د.عماد الأكحل أن هناك تنافسية بين الكتاب المطبوع والإلكترونى، معتبرا أن الخطورة الحقيقية تكمن فى المنافسة الشرسة المتصاعدة بين التقنيات الصوتية والبصرية فى عرض ونشر المحتوى وبين النص المكتوب، مشيرا إلى تصاعد ظاهرة الكسل عن القراءة بين المستخدمين وتفضيلهم الكتب المسموعة، موضحا أن الوطن العربى شهد طفرة عبربعض الناشرين الذين نجحوا فى مواكبة التطورات التقنية وإتاحة بعض كتبهم بشكل إلكترونى ومسموع،معربا عن أسفه من كون الكثير من الناشرين العرب مازالوا غير مستعدين لمواكبة هذا التطور التقنى مما يرجح خروج هؤلاء من سوق النشر خلال السنوات المقبلة.