شهدت قاعة سيد حجاب بمعرض الكتاب، السبت الفائت، ندوة عن مجلة النقد الأدبى «فصول»، أدارها رئيس تحريرها د. محمد فكرى الجزار، وتحدث فيها د.هدى وصفى ود.محمد العبد ود. محمد بدوى. واستهلها الجزار بقوله: «فصول بلغت اليوم من العمر37 عاما، وأدركت العدد رقم 100». وقالت د. وصفي: فى الفترة التى رأست تحرير المجلة أدخلت أبوابا مختلفة منها «نص وقراءتان»، تأثرا بكتاب مهم اسمه «الدروب المختلفة للنقد»، أعجبنى وأردت أن أطبق منهجه فى المجلة. وأيضا أضفت باب «كتابة على الكتابة» أى أن يكتب المبدع عما كتبه، وكانت شيئا جديدا، وأدخلت الندوات، وكانت شيئا مفيدا، وفتحت الباب للنقاد الشباب، ومنهم فكرى الجزار الذى أصبح حاليا رئيسا للتحرير، بجانب نشر مقالات مترجمة منها مقالات لريشار جاكمون. وقال د.العبد: «فصول فخر للثقافة العربية بوجه عام، والمصرية خاصة وهيئة الكتابة بوجه أخص. فهى حصاد جهود علماء وباحثين كبار لأربعة عقود، وتميزت بالتوازن فى كل شىء، بين الأجيال، والأقطار، والنظريات، والدراسات التطبيقية والنظرية، والكتابة عن الأجناس الأدبية المختلفة، والأجناس الاجتماعية أيضا. وأضاف:» وفصول تطورت من فترة لأخرى، وكان التطور من أسباب نجاحها واستمرارها. هى مجلة عبقرية، وستظل عبقرية. وقال د.بدوي: «فصول هى بيتى الذى تعلمت فيه الفاصلة والنقطة والنبر فى القصيدة والنظريات النقدية. وفصول جاءت لتحدث ثورة معرفة فى النقد الأدبى، ليمشى باتجاه الحداثة النقدية أو المعاصرة. ومن عددها الأول اتسمت بالرصانة، وأرسى مؤسسوها قواعدها التى لم تتخل عنها. ولم تكن أكاديمية بالمعنى الذى نطلقه على مجلات الكليات، بل أكاديمية بمعنى الرصانة، والتجريب المنضبط، وهذا ما صنع مجدها. لقد قدمت النظريات، والاتفاقات والاختلافات، وأججت النقاشات حول الشعر العربى الحديث والرواية والقصة القصيرة. وحين رأست تحريرها فى 2011، وكانت لحظة حرجة، وشديدة الاضطراب والتميز، كنت أعرف أن هناك ثورة قام بها الشعب تحاول أن تغير الاستبداد الثقافى والفكرى والفنى، فكان لا بد أن أركز على الخيط الرفيع بين الرصانة والحيوية. وهى المجلة التى دشنت النظريات وأسست الأسس الأولى والتى تتسع عدستها لتتجاوز النقد الأدبى التقليدى. وكتب فيها نقاد مصريون وعرب صاروا اليوم أعلاما، مثل كمال أبوديب والمسدى ومحمد برادة وعبد الهادى الطرابلسى وبنيس. ولم تنحز يوما لنوع أدبى ولا لمدرسة ولا لنمط لغوى أو بلاغى بعينه ، بل كانت تقف فى منطقة وسط بين الانفجارات المعرفية على مستوى العالم. لا شك أن «فصول» تمثل مجد مصر فى النقد الأدبى.