إذا كنا قد سمحنا للبعض فى غفلة من الزمن باستخدام شعارات التمييز –دون حق- للون بعينه على باقى الألوان، ولدين سماوى على باقى العقائد والأديان، فعمت الفرقة وازدادت الكراهية وانتشرت الحروب وسادت الفوضى، ، فلايجب أن نترك أبناءنا لنفس المصير، فيجب علينا ألانشجع أحاسيس العصبية والطائفية والتمييز غير الواقعى بين دول العالم أو بين مواطنى بلدنا مصر المحروسة، بل علينا أن نرسخ فى وجدانهم أننا اخوة وما اختلاف اللون والجنس أوالدين، إلا لاثراء البشر وإعمار الكون. إن طفل اليوم فى مصر فى عصر المعرفة والمعلومات أصبح يسعى للمعرفة الشاملة، تلك المعرفة التى يرغب المشاركة فى ابداعاتها وتجيب له عن المحير من تساؤلاته، فأطفال اليوم وشباب الجيل الحالى لايشبهون أى من الأجيال السابقة، ولم يواجه تاريخ البشرية جيلا سابقا يشبه هذه الأجيال المعاصرة نظرا للتحولات السريعة والمستمرة التى تواجهه، لذلك لابد من مواكبة هذه التطورات العقلية والفكرية المعاصرة لهم والاهتمام بتنميتهم تنمية ثقافية متحضرة، ببناء القيم والمهارات ونقل المعرفة وعدم التعصب لأى فكر متطرف، وقد أثبتت دراسات حديثة أن تلقين الأبناء فن النجاح المادى وحده لايجدى، انما يجب أن يتم فى وجود طابع انسانى ذو قيم مثلى من القيم العليا للبشرية التى تمتلكها كافة الثقافات وتحث عليها كافة الأديان، والتى تعتمد المجتمعات الحديثة فيها على استيعاب كل البشر، وهناك العديد من الدول متعددة الثقافات والأعراق و تتحدث عدة لغات وتعتنق عدة أديان وعدة مناهج للحياة وتجنى فوائد جمة من تعدديتها شرط أن يكون المبدأ الأساسى هو: العمل على احترام كل الثقافات التى تبدى تسامحا تجاه الغير، فالسلام الاجتماعى ضرورة لاعمار الكون وتنمية البشرية وهذا يتطلب منا جميعا كبارا وصغاراحترام قيم التعايش التى يمكن للجميع أن يستفيد منها. ولتحقيق هذه الأهداف السامية المرجوة وترسيخ المعتقدات لدينا كمصريين منذ القدم والتى تحث على احترام الآخر وتقبل ثقافته وعرقه ودينه، والتى حاولت قوى الشر اختراقها قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارته «المعتادة» لحضور قداس عيد الميلاد ومنذ أربع سنوات، ولكن هذه المرة كان الاحتفال من نوع خاص بكتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الادارية الجديدة لتهنئة الأخوة الأقباط بأعيادهم، وقد احتفلنا كشعب بالسابع من يناير كعيد للمصريين جميعا واعتبرته الدولة اجازة رسمية ، وقد عمت الفرحة أرض المحروسة فى الكريسماس واعياد رأس السنه وعيد القيامة وارتدى الجميع الحلل الجميلة الجديدة، وتوارى الأرهاب الأسود، فلم يعد لمرتكبيه وجود أو اعتراف فى المجتمع المصرى . ومؤخرا.. قام البابا تؤاضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والوفد المرافق بزيارة لمؤسسة الأهرام العريقة واستقبل بحفاوة بالغة حيث استقبله المئات من أبناء الأهرام مسيحيوه ومسلموه من صحفيبن وموظفين وعمال، و تسابقوا فى حب جميل لمصافحته فى صالة التحرير بالدور الرابع، وعند صعوده لاستكمال الاحتفال بالقاعة الكبرى «قاعة البانورما» فى الدور الثانى عشر، لم تتسع القاعة للجميع وامتلأت السلالم الخشبية والمصاعد بأسرة الأهرام ، وكان فى استقبالهم ا. عبد المحسن سلامه نقيب الصحفيين ورئيس مجلس ادارة جريدة الأهرام، وا.علاء ثابت رئيس تحرير الجريدة وأ. مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام ورؤساء تحرير الاصدارات وكان ذلك بمثابة عرس كبير للتأكيد على أن وحدة هذا الشعب لايؤكدها فقط القادة السياسيون وانما تتأكد كل يوم بين طوائف الشعب بمثقفيه وكتابه وصحفييه كما يؤكدها كل يوم وكل لحظه أبناء هذا الشعب الواحد فى كل مكان على أرض مصر فى القرى والمدن قبلي وبحري ، إن الشعب المصري بتلاحمه ومحبته لبعضه البعض يقف وسيظل يقف كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا بلا تمييز رغم أنف المتطرفين والكارهين والمتآمرين، وتحيا مصر وتحيا وحدة الشعب المصرى. [email protected]