إلغاء شهادات الفقر بالمدن الجامعية والاكتفاء بصورة بطاقة ولى الأمر منذ توليه رئاسة جامعة القاهرة فى أغسطس الماضي، عمل الدكتور محمد الخشت على إحداث نقلة نوعية فى عدد من المجالات المهمة بالجامعة. حرص على تغيير طرق الامتحانات لتعتمد على الفهم والتفكير، بدلا من الحفظ والتلقين. يستعد لإطلاق أول برنامج تدريبى لتشجيع الطلاب على إقامة مشروعات صغيرة. بدأ “مشوار” التحول إلى “اللامركزية” واجتاز 45% منه بنجاح. يسعى لتخفيف الأعباء عن أعضاء هيئة التدريس، وإيجاد طرق بديلة لزيادة رواتبهم. يؤمن بضرورة أن يكون للجامعة دور فى خدمة المشاريع القومية، وتوظيف البحوث العلمية فى التنمية. ويؤكد أن جامعة القاهرة دخلت عددا من المشروعات الكبري، أبرزها تحويل الجامعة إلى جامعة إلكترونية ذكية، والتجهيز لبدء مشروع الجامعة الدولية، وتطوير المستشفيات الجامعية، وغيرها. وفى الحوار التالى مع الدكتور الخشت نتعرف على المزيد من أفكاره ومشروعاته: ماذا قدمت الجامعة للطلاب خلال الفترة الأخيرة، خاصة فى مجال تطوير العملية التعليمية؟ عندما توليت رئاسة الجامعة كنت أعتزم تغيير طرق الامتحانات التى تعتمد على الحفظ والتلقين إلى أخرى قائمة على الفهم والتفكير. وفى رأيى تغيير طريقة التفكير يبدأ بتغيير طريقة الامتحانات، ولذلك أصدرت قرارا باستحداث سؤال «حل المشكلات» حتى يتعلم الطلاب الطريقة العلمية فى التفكير بشكل عملي. وقررت أن يكون السؤال فى امتحانات الفصل الدراسى الأول اختياريا، وأن يكون فى الفصل الثانى إجباريا. وهذا السؤال لن تكون له إجابة نموذجية واحدة، لأن الإجابة النموذجية الواحدة أخطر طرق تكوين العقول المغلقة. وسوف نطلق أول برنامج تدريبى عملى لتعليم الطلاب المشاركة فى بعض الصناعات التى تمكنهم من البدء فى عمل مشاريع صغيرة، مثل تصنيع الشموع الطاردة للناموس، وتصنيع زيوت الشعر والبرفانات والمنظفات والمطهرات.وأعلنت الجامعة طرح مسابقة بين المفكرين وأساتذة الجامعات والمتخصصين، لإعداد مؤلفين وكتابين مترجمين، أحدهما فى مجال ريادة الأعمال، والآخر فى التفكير النقدي، ليكونا متطلبين دراسيين للطلاب ابتداء من العام الدراسى المقبل. إلى أين وصلت جهود الإصلاح الإدارى والتحول إلى «اللامركزية» بالجامعة؟ نجحنا من خلال عدة قرارات فى القضاء على المركزية، والتحول إلى «اللامركزية» فى الإدارة بنسبة 45 % حيث استحدثت إدارة جديدة لإدارة أملاك الجامعة؛ كما اتخذنا قرارًا بتشكيل عدة لجان لإحكام العمل وإخضاعه لقواعد الحوكمة، منها لجنة لحصر وتسجيل المقتنيات الأثرية للجامعة برئاسة الدكتور زاهى حواس، ولجنة لمتابعة ترشيد استهلاك الكهرباء بمبانى الجامعة، ولجنة المنشآت الجامعية، ولجنة المعامل والمختبرات. وماذا قدمت الجامعة للطلاب غير القادرين وأبناء الشهداء؟ أنشأت للمرة الأولى بالجامعة مكتبا لرعاية الطلاب بالمدن الجامعية، وإعفائهم من مصروفات التغذية لمدة أسبوعين خلال شهر أكتوبر، وتخفيفا على أبناء الشهداء واليتامى وغير القادرين تم إعفاؤهم من المصروفات الدراسية فى المرحلة الجامعية الأولي، وكذلك رسوم الإقامة بالمدن الجامعية، وإلغاء شهادات الفقر بالمدن الجامعية والاكتفاء بصورة بطاقة ولى الأمر أو كشف العائلة. كم بلغ عدد الطلاب المستفيدين من الإعفاء من الرسوم الدراسية؟ بلغ عدد الذين تم إعفاؤهم من خلال إدارة التكافل الاجتماعى بالجامعة 11ألفا و424 طالبا وطالبة بإجمالى مبلغ 3 ملايين و334 ألفا و707 جنيهات. كما بلغ عدد طلاب المدينة الجامعية المسدد لهم رسوم التغذية 4 آلاف و331 طالبا وطالبة، وإجمالى الأجهزة التعويضية 114 ألفا و150 جنيها، ثم بدأنا إعادة تأهيل وتجديد خمسة مبان بالمدن الجامعية إلى جانب تجديد المطاعم. وما الجديد فيما يقدم لأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة؟ نسعى لاتخاذ قرارات من شأنها تخفيف الأعباء عن أعضاء هيئة التدريس، وإيجاد طرق بديلة لزيادة رواتبهم، ومنها إلغاء جميع الرسوم التى كانت مفروضة فى شكل تبرعات إجبارية عليهم، والتى يسددونها عندما يقومون بالإعارات والإجازات، أو يتجاوزون فترة الإعارة القانونية، أو مرافقة الزوج أو الزوجة، بالإضافة إلى المحافظة على جميع امتيازات أعضاء هيئة التدريس. وفيما يخص العاملين فهم الركن الثالث فى أعمدة جامعة القاهرة ويقع على عاتقهم تنفيذ خطة تحول الجامعة إلى الجيل الثالث، حيث بدأنا إجراءات تعديل الشكل التعاقدى لعدد 1014 من موظفى الجامعة دفعة أولى و318 دفعة ثانية، ليصبحوا على موازنة الجامعة، ويتم تعيينهم بعد ذلك على درجات دائمة، بالإضافة إلي صرف مكافأة مالية قدرها 600 جنيه للعاملين بالإدارات المختلفة، لحثهم على بذل مزيد من الجهد، ومكافأة موظف بالتعليم المفتوح رفض رشوة 500 ألف جنيه. وماذا عن جهود البحث العلمى وخدمة التنمية الشاملة؟ لابد أن يكون للجامعة دور فى خدمة المشروعات القومية، وتوظيف البحوث العلمية فى عملية التنمية؛ ومن وجهة نظرى أرى أن العلم من أجل الناس وليس كما هو شائع أن العلم من أجل العلم. ولذلك قمنا بتوجيه مشروعات البحوث التطبيقية نحو مجالات اقتصادية من شأنها أن توفر حلولا علمية للحد من الاستيراد، وتم تشكيل فرق عمل من كليات الجامعة لتقديم مشروعات بحثية لتوفير بديل محلى للسلع المستوردة. وتم البدء بأربعة مشروعات قومية، منها دراسة عمل بديل لعلف الأسماك والدواجن المستوردة، واستخراج المياه الجوفية من واحتى سيوة والجارة، لاستخدامها فى مشروع المليون فدان. إلى أين وصلت جهود تطوير المستشفيات الجامعية التابعة لجامعة القاهرة؟ بدأنا الدخول فى المشاريع الكبري؛ وأهمها تحويل الجامعة إلى جامعة إلكترونية ذكية، والتجهيز لبدء مشروع الجامعة الدولية، وتطوير المستشفيات الجامعية، وتعيين الدكتور فتحى خضير عميدا لكلية طب قصر العيني، ومساعدا لرئيس الجامعة لمشروعات تطوير مستشفيات كلية الطب، والبدء فى تطوير مستشفيات أبو الريش، وهى أبو الريش الياباني، وأبو الريش المنيرة، والمبنى الوقائي، ومبنى العيادات الخارجية الجديد على أرض مهداة من البنك العربى الإفريقى وبمنحة من اليابان بقيمة 18 مليون جنيه لجامعة القاهرة، إلى جانب استكمال المبنى الجنوبى لمعهد الأورام القديم.