كشف المعارض السوري هيثم المالح أن الحكومة الانتقالية التي أعلن عن تشكيلها يوم أمس الأول في القاهرة سوف تضم أعضاء من الجيش السوري الحر الذي يتولي المواجهة العسكرية حاليا مع نظام الرئيس بشار الأسد. وقال انه بحث ذلك هاتفيا مع العقيد رياض الأسعد قائد الجيش الحر,وأكد المالح أن الثورة علي الأرض داخل سوريا والمواجهة العسكرية مع النظام هي الأساس,وهي التي ستحسم المعركة في النهاية. وقال المالح- في تصريحات خاصة ل "الأهرام"- انه لا يمانع في أن ينضم للحكومة الجديدة عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض,الذي سبق أن انشق عنه المالح,اذا وافق علي ذلك,رغم الهجوم المتبادل بينهما,لأن الهدف من هذه الحكومة هو التوافق,والتنسيق مع جميع القوي السياسية دون اقصاء لأحد. وأكد المالح أن سقوط نظام الأسد بات وشيكا جدا,خلال أيام وليس أسابيع أو أشهر, وقال انه عندما يحدث ذلك لا نريد أن يختلف المعارضون فيما بينهم حول النظام السياسي الجديد, مشددا علي ضرورة استغلال الفترة الزمنية الحالية لتشكيل حكومة مستقلة غير مسيسة وليست تابعة لحزب, وتضم معارضة الداخل والخارج, لتكون بمثابة كيان سياسي جاهز لتسلم السلطة عقب سقوط النظام, وادارة البلاد خلال فترة انتقالية حددنا مدتها بسنة واحدة. ورفض المالح الاتهامات بأن اعلان تشكيل حكومته سيؤدي الي زيادة الانقسام في صفوف المعارضة السورية,أو أنه نوع من الصراع علي السلطة قبل أن يسقط النظام أصلا.وقال اننا لن نشكل حكومة بمفردنا, بل نريد أن نتشاور مع مختلف أطياف المعارضة,وأن نجلس معا حول مائدة مستديرة للتوافق,فالمجلس الوطني تحدث عن تشكيل حكومة في الخارج,كما أن المجالس العسكرية في الداخل تقول أيضا انها ستشكل حكومة أخري,وبالتالي فإن دخولنا علي هذا الخط ليس غريبا,بل بهدف التنسيق والتوافق بين الجميع,ولا أحد يملك أن يتهمنا لأن لدينا الحق في أن نطرح رؤانا مثل الآخرين في اطار الحرية والديمقراطية. وكشف أنه سبق له خلال وجوده في المجلس الوطني قبل انشقاقه عنه أن عرض ضرورة أن تكون القاهرة هي مقر المكتب التنفيذي للمجلس,وأن يتم من خلالها تشكيل خلية أزمات, والتواصل مع الداخل السوري علي مدار الأربع وعشرين ساعة,وأبدي مسئولو المجلس موافقتهم شفهيا دون تنفيذ شئ. في غضون ذلك شن العقيد رياض الاسعد قائد الجيش السوري الحر هجوما حادا علي إعلان مجلس أمناءالثورة برئاسة المالح وتكليفه بتشكيل حكومة انتقالية ووصف قادة المجلس بأنهم انتهازيون يسعون لتقسيم المعارضة والاستفادة من المكاسب التي حققها مقاتلوها. ولفت الاسعد في تسجيل مصور بثته قناة العربية التليفزيونية الاخباريةالي أن السياسيين الذين شكلوا المجلس أصابهم حمي التسلق علي الفرص وإغتنام المناصب الذي دعاهم ان يعلنوا انشاء وتأسيس حكومة انتقالية في محاولة صريحة وواضحة لركوب ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا. واضاف قائلا لكنهم في الواقع يحاولون اعادة احياء نظام الاسد الساقط في إتخاذ قرار من دون الرجوع الي الشعب الذي بذل الدم والدموع لكي يحصل علي استقلاله من عصابة الاسد المجرمة. وقال الاسعد ان الاعلان عن خطط لتشكيل حكومة انتقالية يهدف بشكل رئيسي إلي إرضاء الخارج وضرب الداخل بعضهم ببعض وتفكيك يد الشعب الضاربة والمتمثلة في الجيش السوري الحر. ومن جهته قال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري لوكالة رويترز إن عملية تشكيل حكومة انتقالية عملية صعبة وتحتاج إلي مشاورات مع جميع أعضاء المعارضة السورية ومقاتلي المعارضة والجيش السوري الحر.