«وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا» صدق الله العظيم ، الحق فى الآية الكريمة اقترن بالفعل جاء فى الزمن الماضي، وهذا الفعل ليس له مضارع ولا أمر فى كلمات القرآن الكريم كله، لأن المجيء معناه الوصول بصعوبة ومشقة، فجاء الحق ليزهق الباطل وينتصر عليه ويمحوه، على مدى أكثر من عامين تناولت فى عدة مقالات الملف المشبوه لمحافظ المنوفية، وطالبت بالتأكد من صحة المعلومات والكشف عن الدكتوراه «المضروبة» التى حصل عليها ومحاسبة من اختاره ومن يسانده، وتعرضت لكثير من الضغوط والمضايقات للتوقف عن مواصلة الكتابة، الغريب أن المحافظ استمر فى موقعه رغم صدور ثلاث حركات متعاقبة لتغيير المحافظين، ولكن كنت أثق أن الحق سوف يأتى يوما، ويزهق المحافظ الباطل. وأخيرا .. جاء الحق وألقت الرقابة الإدارية القبض على المحافظ هشام عبد الباسط فى قضية رشوة بعد ثلاث سنوات قضاها فى المنصب التنفيذى الخطير. شكرا لكتيبة اللواء محمد عرفان الشرفاء من رجال الرقابة الإدارية الذين يخوضون معركة شاقة وخطيرة لاستئصال الفاسدين من الجهاز الإدارى بالدولة، وأطالب جهات التحقيق بفتح ملفات الهبات والعطايا التى كان يمنحها المحافظ المرتشى للمقربين واستعادة المال العام، كما أطالب برد الاعتبار لكثير من ضحايا المحافظ وفى مقدمتهم الدكتورة هناء سرور وكيل وزارة الصحة وأن تضع الدولة المحافظات والمدن والقرى والنجوع على خريطة الاهتمام واختيار مسئولين فوق مستوى الشبهات وقادرين على التواصل مع المواطنين وحل مشكلاتهم على أرض الواقع بعيدا عن المكاتب والتقارير، المواطن لا يجد المسئولين إلا فى المناسبات فقط.