أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية والداعم لحقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. جاءت تصريحات الرئيس على خلفية قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وذلك خلال استقباله أمس مايك بنس نائب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية والوفد المرافق له ، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإدارى والمتابعة، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، والقائم بأعمال رئيس المخابرات العامة. وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم الرئاسة بأن الرئيس أشار إلى أن تسوية النزاع الفلسطينى الإسرائيلى لن تتحقق سوى من خلال المفاوضات القائمة على أساس حل الدولتين، مؤكداً أن مصر لن تدخر جهداً لدعم هذه التسوية، وأن على كل الأطراف الدولية الراغبة فى المساهمة فى تحقيق هذا الهدف اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمساعدة الطرفين على التوصل لحل يضمن العيش فى سلام وأمن لجميع شعوب المنطقة. كما أشار الرئيس إلى أن موقف مصر فى هذا الصدد ينبع من حقائق التاريخ ومن التزامها بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكداً أهمية استمرار الولاياتالمتحدة فى القيام بدورها الحيوى فى هذا الإطار. من جانبه، ثمن نائب الرئيس الأمريكى دور مصر التاريخى فى عملية السلام، وكذا مساهماتها الممتدة فى الحفاظ على أمن واستقرار الشرق الأوسط، مُشيراً إلى أن مصر طيلة السنوات الماضية لم تتخل عن دورها الداعى إلى تحقيق السلام فى المنطقة، وأعرب «بنس» عن تقديره لجهود مصر والرئيس لتحقيق المصالحة الفلسطينية. وأضاف المُتحدث الرسمى أن الرئيس أكد على العلاقات الاستراتيجية التى تربط بين مصر والولاياتالمتحدة، والمستندة إلى تاريخ طويل من التعاون المشترك، مشيراً إلى أهمية هذه العلاقات التى تعتبر إحدى ركائز الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. ومن جانبه، أكد نائب الرئيس الأمريكى حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر على كل الأصعدة فى ظل أهمية ومحورية دورها فى منطقة الشرق الأوسط، وأن الولاياتالمتحدة عازمة على دفع تلك العلاقات نحو آفاق أرحب خلال الفترة المقبلة فى ضوء التحديات الكبيرة التى تشهدها المنطقة. وذكر السفير بسام راضى أن المباحثات تناولت مجمل العلاقات المصرية الأمريكية من مختلف جوانبها، حيث أكد الرئيس أن مصر تتطلع إلى تعزيز هذه العلاقات من خلال إجراءات ملموسة تعكس أولويات الجانبين ورؤية كل طرف لكيفية التعامل مع التحديات الراهنة، مستعرضاً جهود مصر لمُحاربة الإرهاب، والأعباء التى يتحملها الشعب المصرى والتضحيات الغالية التى يقدمها، مشيرا إلى أن مصر تتطلع لمساندتها ودعمها فى هذا الإطار. كما تناول الرئيس الجهود التى تبذلها مصر فى مجال الإصلاح الاقتصادى وتنفيذ خطط التنمية، مؤكداً ترحيب مصر بمشاركة الشركات الأمريكية الكبرى فى المشروعات الجارى تنفيذها والاستفادة من الفرص الاستثمارية التى تتيحها هذه المشروعات. كما أكد نائب الرئيس الأمريكى أن الولاياتالمتحدة تنظر إلى مصر باعتبارها شريكاً استراتيجياً مهماً لواشنطن، كما تعول عليها دوماً فى الكثير من القضايا والأزمات التى تشهدها المنطقة. وأشار «بنس» إلى أن مصر تخوض حرباً شرسة ضد قوى الإرهاب، مؤكداً مساندة بلاده لجهود مصر فى تلك المواجهة، وكذلك فى إطار الإصلاح الاقتصادي، مؤكداً فى هذا الصدد استمرار الولاياتالمتحدة فى دعم جهود التنمية فى مصر. وأشار المتحدث الرسمى إلى أن الرئيس أعرب فى ختام المباحثات عن تطلع مصر لاستمرار الحوار والنقاش مع الولاياتالمتحدة حول مختلف القضايا المطروحة على المستويين الثنائى والإقليمي، بما يسمح بالتعامل الفعال مع التحديات الخطيرة التى تواجه المنطقة ويساهم فى تحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.