شهدت عدة دول أوروبية أمس مظاهرات حاشدة ضد اليمين المتطرف وتنامى العنصرية ومواقف الحكومات تجاه اللاجئين. ففى النمسا، تظاهر أكثر من 20 ألف شخص على الأقل فى فيينا ضد ائتلاف اليمين واليمين المتطرف الحاكم بسبب مواقفه من الهجرة وبرنامجه الاجتماعي. وقدرت الشرطة أعداد المشاركين بنحو عشرين ألفا فى حين أشاد المنظمون بوجود أكثر من ستين ألفا استجابوا لدعوة المظاهرات التى حملت شعار «حفل استقبال العام الجديد». وسار موكب كبير فى وسط المدينة وصولا إلى حى الوزارات حيث تجمع المتظاهرون أمام قصر هوفبورج، ورفعوا لافتات كتب عليها «مقاومة» و»لن ندع النازيين يحكمون».وتعد تلك المظاهرات هى الأولى بهذا الحجم منذ تولى الحكومة مهامها ودعا إليها ائتلاف منظمات يسارية ومناهضة للعنصرية، وضمت فئات من كل الأعمار بينهم كثير من الأسر. كما شهدت الاحتجاجات رفع شعارات تذكر بتاريخ النمسا، بعد 80 عاما من ضم ألمانيا النازية للنمسا، وحملت بعض اللافتات عبارة «من فضلكم، ليس مجددا»فى إشارة إلى رفض الحكم العنصرى. وفى بروكسل، شارك الآلاف فى مظاهرات للمطالبة باستقالة ثيو فرانكن وزير الدولة والهجرة المتهم بتسهيل طرد سودانيين من بلجيكا.وشارك فى المظاهرات 6600 شخص بحسب الشرطة، و8 آلاف بحسب المنظمين، حاملين لافتات كتب عليها «إصدار أمر» باستقالة الوزير، على غرار ما قام به عندما أصدر أمرا لسودانيين تم رفض طلبات لجوئهم بمغادرة بلجيكا والعودة إلى بلدهم.وجاءت تلك المسيرات تلبية لدعوة أطلقتها نحو 20 منظمة وحزبا سياسيا من اليسار. وفى سويسرا، تظاهر مئات من مناهضى الرأسمالية فى برن رفضا لمشاركة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المقررة فى منتدى دافوس 22 يناير الجاري. وجرت الاحتجاجات بناء على دعوة الجمعية السويسرية لمناهضة الرأسمالية «آر جاى جي» التى قالت فى بيان لها على الإنترنت: «إن المنتدى الاقتصادى العالمى يسعى إلى تقديم نفسه كمنصة للحلول البناءة للمشكلات العالمية. إلا أنه يظل اجتماعا لمناقشة أجندة الليبراليين الجدد». كما أطلقت منظمة «كامباكس» السويسرية عريضة عنوانها «ترامب لست مرحبا بك، ابق بعيدا من دافوس». وجمعت حتى أمس الأول السبت أكثر من 12 ألفا و880 توقيعا.