شهدت تونس أمس هدوءا حذرا فى أعقاب الاحتجاجات الليلية على غلاء الأسعار فى العديد من المدن خلال الأيام الماضية. و أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية في تصريحات لوكالة تونس أفريقيا للأنباء المملوكة للدولة ظهر أمس أن تراجعا ملحوظا جرى تسجيله على صعيد الأعمال التخريبية الليلة الماضية مقارنة بما سبق، كما قدم للوكالة حصيلة جديدة لأعداد المحتجزين في هذه الأحداث وهي 328 شخصا . إلا أن الوكالة ووسائل اعلام محلية تناقلت منذ الصباح نبأ من ولاية القصرين بالوسط الغربي للبلاد يفيد بأن معتمدية ( مركز) تالة بالولاية شهدت انسحابا تاما للوحدات الأمنية الليلة قبل الماضية بعد قيام شباب من المدينة بحرق مقر منطقة الأمن الوطني بها إثر تجدد الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن. ونقلت عن مصدر أمني بتالة أن تعزيزات عسكرية من الجيش وصلت الى المدينة لتهدئة الأوضاع و حماية المؤسسات الحيوية . وأعلنت الإذاعة الوطنية المملوكة للدولة أمس عن انتشار قوات الجيش في ولاية باجة بالشمال الغربي بعدما كانت قد انتشرت أمس الأول بولاية بنزرت أقصى شمال البلاد . وقالت الإذاعة أن وزارة الداخلية تتخذ اجراءات استثنائية لتطويق اعمال العنف والتخريب المصاحبة لعدد من الاحتجاجات، وأن الوزارة توجه نداء الى المواطنين للابلاغ عن هذه الأعمال بما في ذلك اغلاق الطرق الرئيسية . في سياق ذي صلة ،استمرت المواجهات بين الشرطة والمحتجين فى سليانة (شمال غرب) والقصرين (وسط) وطبربة التى تبعد ثلاثين كيلومترا غرب العاصمة التونسية. ففى سليانة رشق شبان قوات الامن بالحجارة والزجاجات الحارقة وحاولوا اقتحام محكمة فى وسط المدينة، فى حين ردت عليهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع، كما وقعت مواجهات فى بعض احياء العاصمة ايضا. وفى مدينة القصرين الواقعة فى منطقة فقيرة تجددت الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن حيث حاول شبان تقل أعمارهم عن 20 عاما قطع الطرقات بالإطارات المشتعلة وعمدوا أيضا الى رشق عناصر الأمن بالحجارة. وفي طبربة نزل عشرات المتظاهرين الى شوارع هذه المدينة التى شيعت قبل يومين رجلا توفى أثناء اليوم الأول للصدامات وردت الشرطة على المتظاهرين بكميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع.