عندما نتذكر الأستاذ إبراهيم نافع، سوف نتذكر الكثير والكثير مما حققه لجريدة الأهرام وللصحفيين جميعا من خلال نقابتهم، خلال فترة توليه رئاسة تحرير ورئاسة مجلس إدارة الجريدة العريقة، ومن خلال توليه رئاسة نقابة الصحفيين. فبالنسبة للأهرام نجح فى نقل الجريدة اقتصاديا إلى آفاق أرحب عن طريق فتح إصدارات جديدة تشمل مختلف الاهتمامات، وفى عمله كنقيب كانت له مواقف قوية فى رفضه سجن الصحفى بسبب رأيه ووقوفه بجانبهم، ورفضه القانون المشبوه رقم 93 لعام 1995 ولن ينسى أحد مواقفه الإنسانية تجاه كل صحفى فى حاجة إلى علاج فى الخارج، أيا كان موقفه الفكرى والعملى منه، فكان مبدأه أن يسافر الصحفى للعلاج ثم تجرى الإجراءات بعد ذلك. ولكن إن كان إبراهيم نافع نجح فى نقل جريدة الاهرام إلى موقع أكبر كثيرا اقتصاديا وصحفيا، والامثلة كثيرة؛ فإن من أهم ما سوف نتذكره به هو إدراكه دور جريدة الاهرام الريادى فى تغطية الأحداث الخارجية، وهو ما كان يميز الاهرام دائما عن سائر الصحف المصرية الأخرى. لقد حرص الأستاذ إبراهيم نافع على توسيع هذا الدور وتأكيده، كان يجب أن يكون للأهرام عين ترى وأذن تسمع ونظرة تنقل أحداث العالم إلى القارئ المصرى، بدلا من الاستعانة فقط بوكالات الأنباء، خاصة الأجنبية منها والتى لم تكن تلتزم الحياد الكامل فى تغطيتها للأحداث؛ لذلك كان لابد للأهرام أن يكون له مراسل صحفى فى معظم عواصم العالم المهمة، ينقل الخبر من وجهة نظر مصرية وعربية ويكون له بصمته الشخصية، وسبقه الصحفى. كانت بداية الاهتمام بالمراسل الصحفى منذ نحو مائة عام بمراسل واحد، وتطور هذا الدور إلى أن أصبح للأهرام فى وقت ما 24 مكتبا ومراسلا فى القارات الأربع، بالإضافة إلى مراسلين محليين فى بعض العواصم، فضلا عن المراسلين الذين توفدهم الجريدة لتغطية حدث ما فى منطقة ما. فشملت تغطية الأخبار العالمية من واشنطن ونيويورك ولوس انجلوس فى الولاياتالمتحدة ومونتريال فى كندا، والبرازيل ، الى طوكيو فى اليابان، مرورا بلندن وباريس وبرلين واثينا وروما وفيينا وأنقرة، ومن أوسلو وهلسنكى الى جنوب إفريقيا، بالإضافة الى مكاتب الأهرام فى كل العواصم العربية تقريبا، وبالأخص فى فلسطين، فكان هناك مراسل فى غزة ومراسلة فى القدس. ولقد تعززت مكانة الاهرام فى تلك الفترة فى الخارج، فكانت تتردد فى أسماعى عندما كنت مديرة مكتب الأهرام فى باريس، كلمات من أصدقائى فى وزارة الخارجية الفرنسية كيف أن الأهرام ليست مجرد جريدة، ولكنها مرجع. لقد تمكن إبراهيم نافع من أن يجعل من الجريدة قبلة لكل مصرى فى الخارج ومتلقى ثقافيا ومرجعا، وليس مجرد جريدة. لمزيد من مقالات ليلى حافظ