كان قيمة وقامة على يديه دخلنا «الأهرام» ومنه تعلمنا كيف يكون العطاء وحب الوطن أولا والأهرام ثانيا، كان إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معان، دخلت «الأهرام» فى عام 1986 كغيرى من أبناء جيلى دون معرفة أو واسطة وبعد تدريبى لفترة كتبت له خطابا طالبا تعيينى، وبعد خمسة أيام فوجئت بأن شئون العاملين تبحث عنى لاستكمال مصوغات التعيين، فى عام 1993 تقدمت للترشح فى مجلس نقابة الصحفيين عندما كان مرشحا كنقيب للصحفيين وطلب منى التنازل فرفضت فقالوا لى سينقلك من القسم الدبلوماسى عقاباً لك ولم يحدث أى عقاب بالعكس كرمنى بعدها بالسفر لعشرات دول العالم لتغطية نشاط وزير الخارجية آنذاك عمرو موسى، وصرف لى مكافأة مادية كبيرة عندما نجحت فى تغطية حادث محاولة اغتيال صاحب جائزة «نوبل» الأديب نجيب محفوظ رغم أننى كنت محررا دبلوماسيا وأشاد بتغطيتى التى انفردت بها «الأهرام». كل القيادات الصحفية التى تتربع على كراسيها كانت من اختياره وتم تعيينهم بيديه. لا ينكر فضل إبراهيم نافع إلا كل جاحد، كان ودودا بشوشا عطوفا، شاهدناه كيف يتعامل مع الصغير بكل حب ومع الكبير بكل احترام ومع الضعيف بكل عطف ومع المتعالى بكل كبرياء حتى يوم وفاته كنت أطلب السيدة علا بركات زوجته المذيعة المشهورة وترد على تليفونى وتطمئننى على صحة الأستاذ، وكانت معى الزميلة عائشة عبدالغفار التى تحدثت أيضا فى نفس المكالمة للاطمئنان على صحته، كنا جميعاً ندعو له بالشفاء وكنا نتمنى أن يعود إلى أرض مصر ليموت فيها كما كانت أمنيته، رحم الله إبراهيم نافع الذى قدم الكثير لمصر وللصحافة المصرية، ووداعا يانافع الأهرام. لمزيد من مقالات ◀ د. إبراهيم البهى