الانفجار العظيم هو أحد أهم نظريات نشأة الكون ، ظهرت في العشرينيات من القرن الماضي ، واستغرق بناؤها أكثر من أربعة عقود. نظرية الانفجار العظيم يعود تأسيسها للعالمين الروسي ألكسندر فريدمان والبلجيكي جورج لوماتر. نجح فريدمان في حل معادلات نظرية النسبية واستنتج منها فكرة تمدد الكون سنة 1922، واستنادا إليها وضع لوماتر سنة 1927 نظريته حول تمدد الكون. وقد دعم عالم الفلك الأميركي إدوين هابل سنة 1929 فكرة لوماتر حين أكد وجود مجرات أخرى وهي تتباعد بسرعة متناسبة مع المسافة الفاصلة بيننا وبينها. وهو أول أساس بنيت عليه نظرية فريدمان لوماتر (التي أطلق عليها فيما بعد نظرية الانفجار العظيم). وقدم لوماتر سنة 1931 حقيقة علمية ثانية وهي أن الكون كان في بدايته منكمشا في نقطة واحدة ، وأن انفجارا حصل في اللحظة الأولى جعل الكون يبدأ في التمدد. وقد أطلق لوماتر على نظريته الجديدة اسم "الذرة البدائية" التي بدأ بها الكون. وظلت النظرية على حالها حتى سنة 1948 عندما نجح أحد طلبة فريدمان -وهو جوج غامو- في تفسير كيفية حصول التخليق النووي الابتدائي في اللحظات الأولى للكون. وقد دعمت حديثا العديد من الاكتشافات الفلكية هذه النظرية التي أصبحت الأكثر قبولا في الأوساط العلمية لتفسير نشأة الكون وتطوره. ويقول الله تعالى : "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوآ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ أَفَلا يُؤْمِنُون" معنى رتقا : أي ليس فيهما ثقب ، أي كانتا ملتصقتين. وتشير الأبحاث العلمية إلى أن مادة الرتق صغيرة جدٌّا لا يمكن تخيل حجمها (أي هي المنتهى للمكان وللزمان)، هو ما يعرف في علم الفلك بالتفردية singularity. ( ففتقناهما ) : أي فصدعناهما وفرجناهما . وهذا يعني أن بدء الكون كان فتقًا وأن فتق الشيء يتضمن القوة والشدة في الفصل. والحقيقة ، أن هذا هو ما حصل بالفعل أثناء وخلال الانفجار الكبير the Big Bang أن السماوات والأرض كانتا وحدة واحدة ثم انفصلا ، حيث أن الكون قد بدأ من انفجار "ذرة بدائية"، والتي تمتاز بالكثافة اللا نهائية ودرجة الحرارة العظيمة جدًا والتي هي أسخن من مليون مليون مليون درجة حرارة نواة الشمس ، وهذا ما سمي لاحقًا بالانفجار العظيم وقوله تعالى: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ أي أن الماء أساس الحياة ، فحيث توجد حياة يوجد ماء. بعد تأكيد الأبحاث العلمية الحديثة أن الكون دائم التوسع و أنه لو عدنا بهذا الاتساع إلى الوراء مع الزمن ، فلابد أن يلتقي كل شيء بالكون المادة والطاقة والزمان والمكان في نقطة واحدة تتوقف عندها كل قوانين الفيزياء النظرية والكمية كأنها العدم ، جاءت الأبحاث العلمية الحديثة كذلك لتأكد أن هذا الانفجار لهذه النقطة عالية الكثافة تحول إلى سحابة من الدخان ... وهو ما يتفق مع قول الله تعالى : ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ أن هذه الحقائق العلمية لم يتوصل إليها البشر قط إلا خلال المائة سنة الماضية... فكيف عرف كل هذه الحقائق إنسان أُمِّيٌّ يدعى محمد صلى الله عليه وسلم من قوم أُميّين ظهر قبل أكثر من 1400 سنة ؟ ويقول الله تعالى : "إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْد حين". [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;