ملاعب الكرة مثل البشر فيها الخيّر وفيها الشرير، فيها أيضا من يمكن أن نعتبره وجها حسنا وفيها من يرتبط فى الأذهان بكونه «وجه شئوم»، فهناك ملاعب ارتبطت فى كتب التاريخ بمآسى وأحزان لفرق ومنتخبات وربما جماهير أو دول كاملة مثل ملعب هيسيل الشهير فى العاصمة البلجيكية بروكسل الذى لم يعد احد يتذكره إلا مرفقا بأشهر كارثة جماهيرية فى تاريخ كرة القدم عندما قتل وأصيب ما يقرب 650 من مشجعى يوفنتوس ليفربول خلال اشتباك بين جماهير الفريقين قبل بدء مباراتهما فى نهائى دورى أبطال أوروبا عام 1985. فى المقابل هناك ملاعب كانت شاهدة على أفراح متنوعة لدول وجماهير منها ستاد دو فرانس فى العاصمة الفرنسية باريس الذى شهد نجاح منتخب الديوك فى كسر النحس الذى لازمه عقود طويلة وحال بينه وبين التتويج بلقب المونديال، عندما استضاف المباراة النهائية لكأس العالم 1998 التى قهر فيها الفرنسيون نظرائهم البرازيليين بثلاثية نظيفة على مرأى من رئيس فرنسا وقتها جاك شيراك. فى مصر لدينا إستاد الجيش المصرى فى برج العرب وهو الاسم الرسمى للملعب يمكن أن نطلق عليه ملعب «عودة الروح للكرة المصرية»، بعدما نجح فيه الفراعنة فى كسر عقدتين كادتا أن تصيب جماهير الكرة المصرية بالإحباط، العقدة المستحكمة هى عدم التأهل للمونديال الذى لم يتحقق فى تاريخ الفراعنة سوى مرتين من قبل عامى 1934 على حساب منتخب فلسطين فى مباراة استضافها وقتها ملعب النادى الأهلى بالجزيرة، ثم عام 1990 فى مباراة شهيرة فزنا فيها على الجزائر بهدف لحسام حسن على ملعب إستاد القاهرة. العقدة الثانية كانت أقل استحكاما وهى عدم التأهل لنهائيات أمم إفريقيا الذى خاصمنا طوال 3 دورات حتى نجحنا فى كسر «النحس» على ملعب برج العرب عندما فاز الفراعنة على منتخب نيجيريا بهدف لرمضان صبحى. إستاد الجيش المصرى فى برج العرب بات هو الوريث الشرعى للقب الذى ارتبط سابقا بإستاد القاهرة الدولى وهو «ملعب الرعب» سواء من حيث السعة الجماهيرية حيث يتسع برج العرب ل86 ألف متفرج بزيادة تقترب من 16 ألف عن إستاد القاهرة، أو من حيث الأجواء الحماسية حين تدوى هتافات المشجعين فى جنباته لتصيب لاعبى الفرق المنافسة بحالة من الذعر والرعب وتضخ جرعات هائلة من الأدرينالين فى اللاعبين المصريين لتحفيزهم على مواصلة الجهد المضاعف من أجل الفوز حتى صافرة نهاية المباريات. ومثلما تفخر إنجلترا بملعبها الشهير ويمبلى، ويحكى الأسبان عن ملعبى برشلونة (كامب نو) وريال مدريد (سنتياجو برنابيو) الغريمين الأبرز فى الكرة العالمية حاليا، وتصدر إيطاليا المطبوعات التذكارية عن ملعب الأوليمبيكو باعتباره أحد أهم معالم العاصمة روما، ومثلما أن العاصمة المكسيكية استمدت شهرتها من ملعبها أزتيكا، فأن من حق الإسكندرية عروس البحر المتوسط أن تباهى نظيراتها فى العالم بملعب برج العرب الذى اعتبره جوزيف بلاتر رئيس الفيفا السابق «تحفة معمارية». الملعب أكتمل إنشاؤه عام 2007 ضمن خطة مصر لاستضافة مونديال الشباب الذى أقيم صيف 2009 واستضاف إستاد الجيش المصرى مباراته الافتتاحية، وكان الملعب واحد من الإنجازات التى قدمها الجيش المصرى للرياضة مع حزمة أخرى من الملاعب مثل ملعب الدفاع الجوى وحرس الحدود والكلية الحربية وملعب الجيش. كذلك فأن الملعب الذى يصنف كثانى أكبر ملعب (فى السعة الجماهيرية) فى القارة الإفريقية بعد ملعب البنك الوطنى فى جوهانسبرج بجنوب إفريقيا وتاسع أكبر ملعب فى العالم، ويعتبر من أجمل ملاعب العالم بالفعل بحسب شهادات مسئولى الاتحاد الدولى لكرة القدم، مقام على مساحة 145 فدانا، وتمتاز منطقة برج العرب التى أقيم فيها الملعب وتبعد 38 كيلومترا عن الإسكندرية بمناخها الجاف وترتفع عن سطح البحر ب 281 درجة ما يجعل الملعب مثاليا للعب الكرة دون أى معوقات، خاصة مع تمتع البناء بخصائص هندسية مميزة مثل ميل الملعب 12 درجة فقط باتجاه الشمال الغربى مع الاتجاه السائد للرياح حتى لا يسبب أى إعاقة لحركة الكرة واللاعبين