ما هى عناوين الحكم.. سؤال يتردد على ألسنة الناس فى كل زمان ومكان. والحقيقة إنه رغم تعدد الإجابات وتنوع الاجتهادات فإن القاسم المشترك فى بناء الحكم الرشيد ارتبط دوما بأهلية الحكام ومدى قدرتهم على إدارة شئون البلاد. الحكم الرشيد مرتبط بأن يكون الحاكم على قدر واسع من العلم والثقافة والمعرفة، فالتاريخ والشعر يزيدانه معرفة بالمشاعر الإنسانية والرؤية الاجتماعية كما أن الثقافة توفر له إمكانية الاستمتاع بهدوء النفس، وصفاء الروح، ونقاء الفكر الذى يبتعد به عن دوائر الغضب والانفعال عند التعاطى مع الأحداث الجسام.. ثم إن الحكم الرشيد لا يتحقق بالمصادفة أو ضربة حظ، وإنما هو نتاج جهد وعمل دءوب يسهر عليه حاكم يقظ لا ينشغل ببناء مجد شخصى لذاته وإنما يصب جام اهتمامه على أعمال وإنجازات كفيلة وحدها بأن تشهد لعصره وتجعل من الصعب بل ومن العسير على أحد مهما ملأ الحقد قلبه أن يمسحها بعد رحيله من سجلات التاريخ.وكل الدول التى نالت شرف تصنيفها فى لوحة الشرف الدولية تحت عنوان الحكم الرشيد كان العنوان الرئيسى فيها هو صيغة التراضى بين الحكام والمحكومين على معادلة تبادلية تحدد مسئولية الحاكم فى تأمين احتياجات الناس، وتوفير الأمن لهم مقابل التزام الناس باحترام هيبة الدولة، وتجنب كل ما يؤدى إلى الفوضى أو يهز الاستقرار.. وفى ظل صيغة التراضى يختفى الرعب والخوف من النفوس وتنتعش الحريات العامة والخاصة وتغيب عن المشهد أصوات الكذب والنفاق والرياء وتقل كمية الشكايات والمظالم. والسؤال الذى يطرح نفسه علينا الآن ويحتاج إلى إجابة صريحة وشفافة هو: إلى أى حد استطاع نظام الرئيس السيسى فى فترة الرئاسة الأولى أن يلبى طموحات ثورة 30 يونيو فى قرب الانضمام إلى لوحة الشرف الدولية للحكم الرشيد... سؤال مهم وضرورى ونحن على أعتاب الانتخابات الرئاسية! خير الكلام: ساهل الناس إذا ما غضبوا ولا تعاديهم لأنك لن تعدم مكر حكيم أو مفاجأة لئيم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله