استهل خطيب الجمعة خطبته التي كانت عن وضع المرأة في مصر بحالها في الحضارات القديمة مثل روما والهند وغيرها وأنها كانت مسلوبة الإرادة, شر ورجس من الشيطان, تنتهي بموت زوجها. وإسترسل في هذ الوصف معظم الوقت المخصص للخطبة وكيف أنها إذا حاضت كانت لاتأكل مع زوجها ويقدم لها الطعام كالحيوانات إلي أن تبرأ من حيضها وذلك في الديانة اليهودية ثم أفاض في الحديث عن المرأة في المذهب الكاثوليكي في العصور الوسطي وكيف أنها كانت في مرتبة أدني من الرجل وأنها لم يكن لها حق التصرف في مال آل إليها بالميراث وأنها ظلت كذلك ليس لها حقوق حتي عام1850 ثم إنتقل إلي العصور الحديثة في أوروبا وأمريكا وصال وجال في أنها صارت سلعة طالما تعطي من فكرها وجسدها ومالها حتي تكبر وتلزم بيتها وحيدة دون أنيس أوتموت في بيت المسنين. في آخر دقيقتين من الخطبة تحدث عن حقوق المرأة في الإسلام وأن لها ما للرجل وعليها ماعليه وأن الرسول صلي الله عليه وسلم حينما سئل عن أحب الناس إليه قال عائشة, كما قال' خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي' صدقت يا رسول الله, وأنهي خطبته دون أن يوضح ماذا أراد من هذا الحديث الذي إفتقد الطاقة ونزعت منه الحيوية والفائدة, وحشوا للوقت فقط. نسي مولانا أنه كان يخطب في مسجد بأرقي أحياء الإسكندرية, كما نسي وهو يسهب في الحقوق الممنوحة للمرأة في الإسلام أن يتحدث عن واقع و ممارسات المسلمين ضد المرأة في مجتمعنا وليس الحادثة التي هزت وجدان مصر ببعيدة عندما قتل الرجل الصعيدي بناته بسم الأفعي خوفا من العار. إن في مصر قبلي وبحري كثير ممن لايعترفون بحق المرأة في الميراث الذي شرعه الله لها. لقد آن الأوان أن نقضي علي هذه الفوضي الفكرية, وأن نعيد الرشد إلي حياتنا الثقافية, وأن نمكن لأولي الألباب من عرض الإسلام دون تحريف أومغالاة, ودون قصور أو فوضي كما كان يقول الإمام محمد الغزالي رحمه الله. المزيد من أعمدة سهيلة نظمى