كما كان متوقعا تماما، لم تتعد ردود الفعل العربية والإسلامية، حدود الغضب والصراخ والاستنكار، وطرح الأسئلة المهزومة تاريخيا وواقعيا، على قرار الرئيس الأمريكى، بالاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل. القرار كان تحديا سافرا لكل قرارات الشرعية الدولية، ومستخفا لدرجة الإهانة بالعرب والمسلمين، ويمثل خيانة للضمير وقيم الحق والعدالة والنزاهة. «صفعة ترامب» الثقيلة لم تجد من يرد عليها، بما يتناسب مع «شذوذها» وتداعياتها الخطيرة، على القضية الفلسطينية ومفاوضات السلام المزعومة، فى إطار «صفقة القرن»، والتى من المفروض أن تقدم حلا عادلا ونهائيا، لأطول صراع سياسى ودينى عرفته المنطقة منذ أكثر من قرن، وأحسب أن القرار بقدر ما كان صادما، ومثيرا للغضب والأحزان، كان أيضا فاضحا لما آلت إليه أحوال الأمة، من وهن وتبعية تصل إلى حد التواطؤ والخيانة. لا لوم ولا تثريب على أحد، لأن الحقيقة هى أننا لم نعد، فى حال تسمح لنا ب«فعل» مؤثر وقادر على رد الاعتبار والحقوق المغتصبة، ولأن «الراعي» الذى أسلمنا إليه قيادنا، يثق فى خنوعنا التام، بعد أن منحناه ثقتنا واموالنا ورقصنا معه. أعتقد أنه من الأفضل، فى ظرف الأمة الراهن المتردي، أن نترك القضية الفلسطينية، للتاريخ ولوقت آخر، وأن نوقف كل مفاوضات السلام الوهمية، ربما تأتى أجيال أخرى قادرة على الفعل، قبل أن يتم «تحنيط» العرب» تأكيدا لموتهم . فى الختام.. يقول نزار قباني: «رأيت العروبة معروضة فى مزاد الأثاث القديم ولكننى ما رأيت العرب» [email protected] لمزيد من مقالات ◀ محمد حسين