◄ د. عمر هاشم: مؤتمر الأزهر المقبل يتخذ إجراءات بعيدة عن الاستنكار والإدانة ◄ حملة توعية بالمدارس والمعاهد ومقرر دراسى لدعم ومساندة القضية
جاء قرار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس، برفضهما استقبال نائب الرئيس الأمريكى فى أثناء زيارته المقررة للقاهرة الشهر المقبل، ترجمة لمواقف مصر التاريخية والثابتة من القضية الفلسطينية، ودعم نضال الشعب الفلسطينى من أجل استعادة أرضه المحتلة، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. كما جسدت تلك القرارات غضب الشارع وترجمة لمطالب ملايين المسلمين حول العالم واستجابة لمشاعر عشرات آلاف المتظاهرين ضد قرار الرئيس الأمريكى ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة. وكانت ردود أفعال المؤسسات الدينية المصرية هذه المرة ليست بيانات الشجب والاستنكار، ولكنها قرارات ومواقف مدروسة تدعم الحق الإسلامى والمسيحى فى مقدساتنا بفلسطين، وتقطع الطريق على دعاة الفتنة والإرهاب والتيارات المتسترة بالدين والتى دأبت فى كل مرة على إشعال نار الفتنة والإرهاب فى المنطقة والعالم تحت دعوى الدفاع عن القدس، فقد دعت هيئة كبار علماء الأزهر إلى عقد مؤتمر عالمى حول القدس فى يناير المقبل. وحذرت هيئة كبار العلماء من محاولات التطبيع مع الكيان الإسرائيلى قبل انسحابه من الأراضى العربية المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كما دعت الهيئة كافة المؤسسات العلمية والتعليمية ووزارات الأوقاف ودور الإفتاء فى البلدان العربية والإسلامية إلى الاهتمام بقضية القدسوفلسطين فى المقررات الدراسية والتربوية وخطب الجمعة والبرامج الثقافية والإعلامية، وبادرت هيئة كبار العلماء بتشكيل لجنة لصياغة مقرر عن القضية الفلسطينية يدرس بكل مراحل التعليم الأزهري، وسوف يعلن عنه فى مؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين العالمى لنصرة القدس. كما بادرت اللجنة الدينية بمجلس النواب بالدعوة إلى عقد مؤتمر الأسبوع المقبل تحت عنوان” فلسطين عربية”. وأطلق مجمع البحوث الإسلامية قوافل توعية تجوب المعاهد والمدارس للتوعية بقضية القدس. جميع تلك المبادرات كما يؤكد علماء الدين تعد ترجمة عملية لدور المؤسسات الدينية فى الدفاع عن المسجد الأقصى والانتقال من حيز التنظير وعقد المؤتمرات وإصدار البيانات والتوصيات إلى النزول على ارض الواقع، وهذا ما كان يجب أن تقوم به المؤسسات الدينية فى الماضي، وأن يكون هناك تنسيق بين هذه المؤسسات والمنظمات الإسلامية الكبري، للضغط على الرأى العام العالمي. مؤتمر الأزهر وأوضح الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن مؤتمر “نصرة القدس”، يأتى انطلاقا من دور الأزهر الشريف، لأن القدس جزء من عقيدتنا ومعالم ديننا، والمساس بالقدس وتهويدها وتغيير هويتها يعد مساسا بمعالم الحق، واعتداء على المقدسات، ولن يسمح المسلمون بهذا الظلم والعدوان، فهو قرار باطل. وأكد انه سيتم دعوة سائر دول العالم والمنظمات الدولية الكبرى إلى المؤتمر، وسوف يتخذ إجراءات بعيدا عن الاستنكار والإدانة فقط، لمواجهة هذا الظلم والعدوان. كما أشاد بموقف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ورفضه لقاء نائب الرئيس الأمريكي، وأن هذا الموقف كان مشرفا لمصر وللأزهر، وأنه يمثل كافة أعضاء هيئة كبار العلماء. مناهج تعليمية وحول مبادرة هيئة كبار العلماء بتشكيل لجنة لصياغة مقرر دراسى عن القضية الفلسطينية يدرس فى جميع مراحل التعليم الأزهري، قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن قرار هيئة كبار العلماء بتشكيل لجنة لصياغة مقرر دراسى عن القضية الفلسطينية يدرس فى جميع مراحل التعليم الأزهري، يعد خطوة جيدة فى سبيل دعم ومساندة القضية، وهذا الاتجاه يبرهن ويؤكد حق المسلمين والعرب فى الأقصى الشريف بل ويؤكد أحقية المسيحيين فى كنيسة القيامة بالقدس. وأشار إلى أن أغلب الشباب لا يعرفون كثيرا عن القضية الفلسطينية وأن الجيل الجديد كثير الاستخدام لمواقع التواصل الاجتماعى، والغرب مهرة فى هذا المجال وبالتالى فهم عرضة لتضليل أفكارهم بالأمور الخاطئة، فدعايات الغرب وإسرائيل للترويج بأن القدس يهودية كثيرة والغربيون على قناعة تامة بأنها يهودية بسبب هذه الدعايات الإعلامية الكاذبة. وطالب الإعلام بضرورة العمل على تصحيح هذه الصورة الخاطئة والتأكيد على عروبة الأقصى الشريف وأن القدس ملك للعرب مسلمين ومسيحيين، وكذلك على الأسرة واجب أيضا من خلال تربية أبنائهم على أن القدس عربية. حملات توعية بالمدارس دور الأزهر فى الدفاع عن القدس ليس وقفا على عقد المؤتمرات والندوات وتشكيل اللجان لإعادة صياغة المناهج، فقد بادر مجمع البحوث الإسلامية بإطلاق حملة دعوية موسعة فى جميع مدارس ومعاهد الجمهورية لتوجيه كلمة فى طابور الصباح عن مكانة القدس وعروبتها وأهمية ما بها من مقدسات. وقال الدكتور محيى الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن هذه الحملة تأتى استكمالا للحملة التى أطلقها المجمع يوم الخميس الماضى عقب صدور هذا القرار المجحف بالاعتداء على عروبة القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل بالمخالفة للأعراف والقوانين الدولية. وأوضح أن الحملة تركز على تكوين الوعى لدى التلاميذ والطلاب والطالبات فى مراحل التعليم المختلفة بمكانة القدس ودورها الحضارى وأحقية المسلمين والمسيحيين فيها، وأن القدس هى عاصمة الدولة الفلسطينيةالمحتلة وهى حق عربى لا يمكن التخلى عنه؛ وذلك لتعريف هذا النشء بمقدساته. جهود متصلة واتساقا مع الدور المصرى تجاه فلسطين بادرت اللجنة الدينية بمجلس النواب بالدعوة إلى عقد مؤتمر لنصرة الأقصي، وقال الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن اللجنة سوف تعقد مؤتمر”فلسطين عربية” الأسبوع المقبل تحت قبة البرلمان، وسوف تقدم اللجنة الدعوة لذوى الشأن والمتخصصين، بهدف الخروج بتوصيات يمكن تطبيقها على أرض الواقع، لأن قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، يذكرنا بوعد بلفور فى عام 1917، والذى أعطى من لا يملك لمن لا يستحق. ضرورة لدعم القدس وعن دور المؤتمرات فى دعم قضية القدس وآليات تفعيل قراراتها وتوصياتها، يقول الدكتور بكر زكى عوض، عميد كلية أصول الدين السابق جامعة الأزهر: إن هذه المؤتمرات سيكون لها دور فى دعم قضية القدس، لأنها تبعث الأمل، وتكسب الحكام قوة، وتدل على أن الشعوب لن تتخلى عن الأقصي، كما أنها تعطى الشعب الفلسطينى شعورا بالأكثرية فى مواجهة اليهود، وتذكر من لم يتذكر القدس، وتنبه الناشئة الذين لم يسمعوا عن القدس فى السنوات الماضية إلى وجود بيت المقدس، وقد يبعث ذلك على وحدة نسبية بين المسلمين، وتجعلهم يدركون الحظر المحدق بهم. تفعيل القرارات من جانبه طالب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، المؤسسات والمنظمات الدينية الرسمية بعمل دورات علمية عن القدس، وتدريس ذلك فى المقررات التعليمية فى مراحل التعليم المختلفة، لتكون المقدسات حاضرة للأجيال القادمة، والمؤكد أن البدء فى تنفيذ هذه الخطوات من جانب العلماء والمؤسسات الدينية، سوف يدعم فعاليات المؤتمرات المرتقبة. وأشار إلى أن العلماء يتحملون مسئولية النصح والمشورة والخطط العملية لأولياء الأمور، ومن ذلك تحريم المعاملات الاقتصادية مع العدو ومن يعاونه، ويضاف إلى ذلك شحذ همم المرابطين على المقدسات سواء الإسلامية أو المسيحية، لأن الدفاع عن دور العبادة من أعلى الواجبات، وكذلك ضرورة التأكيد على إعلاء المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وبيان أن حرمة القدس الشريف الدينية وقوميتها العربية، من الأمور التى لا تقبل أنصاف الحلول، مع وضع خطط أيضا لإعمار مساجد فلسطين، وإعانة المقدسيين على وجه الخصوص، لعدم التفريط فى عقاراتهم.