بكت عيناى واعتصر قلبى حزنا على ضياع القدس عندما سمعت فيروز وهى تغنى لزهرة المدائن عقب هزيمة 67 وكأنى أسمعها لأول مرة أكثر من خمسين عاماً مرت على كلمات الأخوين رحباني، عيوننا إليك ترحل كل يوم تدور فى أروقة المعابد تعانق الكنائس القديمة وتمسح الحزن عن المساجد وأستشهد السلام فى وطن السلام وسقط العدل على المداخل حين هوت مدينة القدس، تراجع الحب وفى قلوب الدنيا استوطنت الحرب،الغضب الساطع آت سأمر على الأحزان, فعيوننا ترحل اليك يا قدس كل يوم وقلوبنا أيضا. ويبقى السؤال فى النهاية: ألم يكن يدرك الحكام العرب أن هذا اليوم آت؟ إذا كانوا لا يدركون فهذه مصيبة،وإذا كانوا يدركون فهذه مصيبة أكبر، ماذا فعل الحكام العرب؟ للأسف ضاعت القدس بأيديهم وتخازلهم وبسبب خلافاتهم أصبحت الأرض مهيئة للأمريكان واليهود والصهاينة أن ينفذوا مؤامراتهم العدوانية ضد العرب ويستولوا على أغلى المدن العربية القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين،لقد ضاعت القدس اليوم وإن لم تكن هناك وحدة عربية ستضيع غداً مدن عربية أخرى ويستولى اليهود والأمريكان والصهاينة من الإسرائيليين على أراض عربية أخري، ولم يكتفوا بالقدس،ما حدث ذكرنى بجولدا مائير عندما قالت فى مذكراتها انها لم تذق طعم النوم طوال الليل عندما أحرق الإسرائيليون المسجد الأقصى خوفاً من أن يدخل العرب على الإسرائيليين من كل جانب ليحرقوا إسرائيل بمن فيها وعندما أشرقت شمس اليوم الجديد قالت إنها أمة نائمة ولنا أن نفعل بهم ما نشاء من الآن، وعلى ما يبدو أن نوم الأمة العربية سيطول ،فضياع القدس ليس إلا مجرد بداية، أفيقوا يا عرب. لمزيد من مقالات ◀ د. إبراهيم البهى