فى ليلة ثقافية ممتعة، فى بيت السفير السعودى أحمد القطان تحدث الأمير سلطان بن سلمان المسئول عن السياحة وإحياء التراث فى المملكة العربية السعودية وأول رائد فضاء عربى عن خطة مستقبلية طموح، وضع لها عنوانا مثيرا هو «السعودية وآثار ما قبل الإسلام».. فى طرحه للقضية أراد الأمير أن يثبت بالأدلة أن المجتمع السعودى قبل الإسلام لم يكن مجتمعا قبليا متخلفا، بل كانت فيه شواهد حضارية مازالت تحكى عن نفسها، فى عمليات بحث عن آثار ما قبل الإسلام فى المدن والصحراء والسعودية.. وبدأ الأمير السعودى طرح رؤيته بالآية الكريمة التى جاءت على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام «رَّبَّنَا إِنِّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ»..أراد الأمير أن يؤكد أن دعوة سيدنا إبراهيم أن يأتى الناس من كل مكان إلى هذه الأرض المباركة.. وقال الأمير إن السعودية تشهد الآن عمليات بحث وتنقيب عن الآثار التاريخية التى تؤكد أن الإسلام هبط فى أرض حضارية لها جذورها الممتدة فى التاريخ من آلاف السنين وإننا توصلنا إلى نتائج فى البحث والتنقيب تؤكد ذلك كله.. قلت للأمير فى مداخلة بسيطة: أن هناك تراثا أدبيا لم يرتبط بالآثار الملموسة وهو حركة الشعر فى شبه الجزيرة العربية ومنها الشعر الجاهلى والمعلقات وكانت مكتوبة بالذهب على جدران الكعبة، كما كانت هناك مهرجانات شعرية سنوية يلتقى فيها الشعراء وزعماء القبائل وهى سوق عكاظ وهذه المعلقات وما وصلت إليه من المستوى المتقدم فى اللغة كانت تمهيدا لأن تظهر معجزة الإسلام فى القرآن الكريم، النص الآلهى الذى تحدى كل ما كان سائدا فى عالم الشعر فى ذلك الوقت كما أن قوافل التجارة بين الجزيرة العربية والشام شمالا واليمن جنوبا، كانت حاملة لكل مظاهر الحضارة فى ذلك الوقت، من هذه المراكز الحضارية التى احتلت مكانة فى حضارات العالم تحدث الأمير عن مشروعه لأحياء التراث السعودى بكل جوانبه الحضارية والثقافية ورأى فيه بداية لمرحلة الأنفتاح الحقيقى على عالم اليوم فى كل المجالات خاصة مع تشجيع السياحة والفنون والإبداع فى كل المجالات.. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة