بعد أكثر من ثلاثين عاما فى السلطة كان ينبغى أن ينسحب الرئيس على عبد الله صالح من المسرح السياسى اليمنى بعد أن أدى دوره بالسلب أو الإيجاب وكان ينبغى أن يخضع لإرادة شعبه وأن يترك الشعب اليمنى يقرر مصيره ومستقبله..وأمام إغراءات السلطة قرر الرئيس صالح أن يتحدى إرادة اليمنيين ودخل فى مغامرة خطيرة فى تقسيم الشعب إلى فضائل ولم يتردد أن يستعين بالحوثيين وأن يفتح أبواب اليمن للتدخل الإيرانى فى كل شىء حتى أصبح الشعب اليمنى أكثر من شعب واحد..حدث هذا والرئيس عبدالله صالح يمارس لعبة خطيرة أن يفتح الأبواب أمام دولة لها أطماع كثيرة وخلفها موقف عقائدى معروف وهى تهدد دول الخليج واليمن فى القلب منها..إن اليمن كان دائما له خصوصية شديدة فى مكوناته البشرية والفكرية ليس فقط لأنه يمثل جزءاً من تاريخ الحضارات الإنسانية ولكنه شعب له ثوابته الثقافية والفكرية وكان يبدو من بعيد كأنه شىء يختلف عن بقية الشعوب العربية رغم سنوات الفقر كانت له موارده التى تكفيه..لقد جلس الرئيس على عبد الله صالح على كرسى السلطة أكثر من ثلاثين عاما وكان يريد ويسعى للمزيد ولكنه قرر أن يبقى رغم إرادة شعبه..كان ينبغى أن يرحل حين انتفض الشعب اليمنى مع بقية الشعوب العربية فى تونس ومصر وسوريا وليبيا ولكنه دخل فى معارك أهلية بين أبناء الوطن الواحد وانتهز الحوثيون بدعم من إيران حين وجدوا الفرصة فى على عبد الله صالح ليكون الجواد الرابح فى الحرب الأهلية التى دمرت اليمن تماما..أصيب على عبد الله صالح إصابات خطيرة فى احدى العمليات وخضع للعلاج فى المملكة العربية السعودية حتى استعاد صحته وكان ذلك إنذارا له لكى يحاول استرداد الأمن فى اليمن ولكنه عاد مرة أخرى يلعب السياسة فى أسوأ أدوارها واختار أن يكون طرفا فى حرب دامية لم ينتصر فيها احد وجاءت نهايته على يد الحوثيين الذين استعان بهم من اجل حمايته واسترداد عرشه والآن يعيش اليمن محنة قاسية أمام أنهار من الدم أغرقت اليمن السعيد بينما ذهب على عبد الله صالح حيث يلقى الجزاء الذى يستحق..إنها لعنة السلطة والإصرار على عناد الزمن والحياة وإرادة الشعوب. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة