تواصلت ردود الفعل العربية الغاضبة على اعتزام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والبدء فى إجراءات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، حيث قرر مجلس جامعة الدول العربية عقد دورة غير عادية يوم السبت المقبل على مستوى وزراء الخارجية العرب بناءً على طلب فلسطين والأردن أيدته، للنظر فى التطورات الخاصة بالإعلان المرتقب لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلى . وأفادت مذكرة لمندوبية دولة فلسطين بأن الاجتماع سيناقش بحث التحركات العربية الواجبة إزاء هذا التغير المحتمل فى الموقف الأمريكى الذى يمس بمكانة القدس ووضعها القانونى والتاريخي. وأكدت المذكرة أن هذا الإعلان المرتقب يعتبر خرقا سافرا للقانون الدولى وقرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة واتفاقية جنيف الرابعة. وأكد مسئول دبلوماسى عربى فى القاهرة أن الاجتماع سيعقد عصر بعد غد السبت. واستنكر أبو الغيط القرار الذى قال انه استفزاز غير مبرر لمشاعر 360 مليون عربى ومليار ونصف المليار مسلم ارضاء لإسرائيل. وفى دمشق، أدانت سوريا أمس بأشد العبارات عزم ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة والاعتراف بها عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، والذى يشكل تتويجا لجريمة اغتصاب فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني. وفى عمان، بحث العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أمس التطورات المتعلقة بالقدس، فى ضوء ما تردد بشأن اعتزام الرئيس الأمريكى بالمضى قدما فى نقل سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى القدس. وأكد الملك عبدالله الثاني، خلال اتصال هاتفى مع ماكرون أمس، أن هذا القرار سيكون له تبعات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة، وسيقوض جهود استئناف العملية السلمية، مشددا على أن موضوع القدس يجب تسويته ضمن إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. وأوضح بيان للديوان الملكى الهاشمى أن العاهل الأردني، أكد ضرورة دعم الرئيس الفلسطينى محمود عباس والسلطة الوطنية الفلسطينية. وانه تم الاتفاق، خلال الاتصال، على عقد لقاء قريب بين الملك عبدالله الثانى والرئيس الفرنسي، لمواصلة التنسيق حيال مختلف القضايا والتطورات الراهنة. وأعلن يحيى السعود رئيس لجنة فلسطين فى البرلمان الأردنى أنه يعتزم تقديم طلب لقطع العلاقات الأمريكية الأردنية، والعلاقات الأردنية الإسرائيلية، خلال الجلسة الطارئة التى يعقدها مجلس النواب الأردنى خلال ساعات، لمناقشة احتمالية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وكان المهندس عاطف الطراونة رئيس مجلس النواب الأردنى قد دعا لاجتماع طارئ للمجلس خلال ساعات لبحث تداعيات التوجهات التى أعلنها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل. وقال الطراونة -فى تصريح أمس - إن المجلس سيخاطب البرلمانات العربية والإسلامية والدولية لحشد جهودها وممارسة الضغوطات للتحذير من مغبة هذه الخطوة التى ستسهم فى إدخال المنطقة بنفق مظلم، مؤكداً أن هذه الخطوة تعد الأكثر خطورة على المنطقة برمتها إذا ما تمت، وتهدد بخلق فوضى لا يمكن تصور نتائجها. وفى بغداد، أعرب نائب رئيس الجمهورية العراقى اياد علاوى أمس عن تضامنه الكامل مع موقف القيادة والشعب الفلسطينى والمواقف العربية والإسلامية والدولية الرافضة لنقل سفارة الولاياتالمتحدة الى القدس الشريف. وقال علاوى - فى تصريح أمس- «كان الأجدر بالولاياتالمتحدة العمل على تعزيز فرص إحلال السلام الشامل والعادل فى الشرق الاوسط بعيداً عن هذه الخطوة التى قد تؤدى الى عرقلة مسيرة السلام»، داعيا الأممالمتحدة والمجتمع الدولى للتدخل العاجل وتبنى موقف رافضٍ لتلك الخطوة، والحذر من تداعيتها السلبية على مستقبل السلام فى المنطقة. وفى الكويت، أكد الشيخ محمد العبدالله وزير الاعلام الكويتى أن القمة الخليجية قررت -فى جلستها المغلقة -تكليف الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجى بإعداد رسالة للرئيس الأمريكى باسم المجلس ترفض نقل السفارة الامريكية للقدس وتوضح ماسيسفر عنه هذا القرار من انعكاسات سلبية فى المحيط العربي، مؤكدا وجود تحرك خليجى جماعى فى هذا الأمر.