فى خطوة مهمة وافق مجلس النواب أمس الأول على القانون الخاص بشأن تنظيم استخدام الطائرات «بدون طيار» وهى ما تعرف باسم طائرات « الدرونز» والذى تضمن تعريف هذه الطائرات المحركة آليًا أو لاسلكيًا بأنها أى جسم يمكنه الطيران بدون طيار- دون اتصال الغير به - باستخدام أى من أنواع التقنيات وأيًا كان شكله أوحجمه ويمكن تحميله بأحمال إضافية سواء كانت أجهزة أومعدات أوأنظمة تسليح أو ذخائر أومفرقعات أوغيرها مما يمثل تهديدًا للأمن القومى للبلاد كما فرض القانون عقوبات مشددة على كل من قام باستيراد أوتصنيع أو تجميع أو تداول أو حيازة أوالاتجار أواستخدام هذه الطائرات بغير تصريح من الجهة المختصة . وهنا لابد أن نشيد بهذه الخطوة الاستباقية التى قام بها مجلس النواب فى ظل تزايد انتشار طائرات «الدرونز» والتى يتزايد الطلب عليها عالمياً بصورة سريعة سواء للاستخدام «المدني» أو»العسكري»وتزايد التهديد الذى تمثله اذا ما استخدمتها الجماعات الإرهابية أو سببت تهديداً للسلامة الجوية للطائرات المدنية وخاصة بالقرب من المطارات ! . وتستخدم بعض طائرات «الدرونز» فى التصوير الجوى كما تقوم بعض الشركات التجارية بتنويع استخداماتها لتشمل توصيل البضائع الخفيفة .. ويمكن شراء النوع الصغير منها بسهولة عبر شبكة الإنترنت أومن مواقع الألعاب الإلكترونية وبأسعار تقل أحيانا عن خمسين دولار..ولكن فى المقابل قد يرتفع ثمن بعض طائرات الدرونز التى تستخدم لأغراض أمنية لأكثر من مائة ألف دولار. وبحسب «جورج شرومان» المسئول التجارى بإحدى الشركات الألمانية المنتجة لبعض أنواع هذه الطائرات فإن الحمولة التى يمكن أن تحلق بها فى المستقبل قد تصل لنحو 15 كيلو جرام وهذا من شأنه أن يشكل تهديدا خطيراً فى حال استخدمها إرهابيون فى مناطق بها حشود من البشر وطالب المسئول التجارى الحكومات باستباق كل المخاطر وضرورة تطوير أجهزة تحكم وتشويش لمنع تحليق هذه الطائرات فى المناطق الآهلة بالسكان وفى تجمعات جماهيرية. وكان لاستخدام هذه الطائرات تأثير «سلبي» فى تهديد سلامة طائرات الركاب المدنية وخاصة بالقرب من المطارات ففى الأشهر القليلة الماضية على سبيل المثال هددت طائرات «الدرونز» السلامة الجوية للعديد من الرحلات فى مطار «جاتويك» فى لندن وأجبرتها على تغيير مسارها .. ومن هنا كشف الاتحاد الأوروبي» عن خطة لتنظيم حركة الطائرات «بدون طيار» فى أوروبا والتى تستخدم فى الأغراض التجارية والخدمية فى أوروبا وستطبق بحلول 2019 من خلال بناء نظام مشابه لنظام إدارة الحركة الجوية فى أوروبا للطائرات المدنية الكبيرة والمعروف باسم «اليوروكونترول» بوضع ضوابط تسمح للطائرات من دون طيار بالطيران بسلام وتجنب العوائق والإصطدامات للحفاظ على السلامة الجوية. ولكن على صعيد الإستخدامات « المدنية « تجارياً وخدمياً وبحسب» دراسة «لإحدى الشركات العالمية المتخصصة فى أبحاث صناعة الطائرات فإن سوق هذه الطائرات سيتضاعف وخاصة بالشرق الأوسط فى السنوات الخمس المقبلة بزيادة قدرها 39% عن العام الماضى فقط كما أن إيراداتها ستزيد بنسبة 34% لتصل لأكثر من 5 مليارات دولار عام 2020 فى المنطقة وعلى الصعيد العالمى تشير الدراسة إلى أنه من المرجح أن ينمو سوق الطلب عليها بنسبة 5,5% سنويًا ومن المتوقع إنتاج أكثر من ثلاثة ملايين طائرة بدون طيار بنهاية العام الحالى كما أن الطلب المتزايد عليها سيؤدى إلى تدشين «مراكز إقليمية» بمنطقة الشرق الأوسط لتطوير التكنولوجيا الخاصة بها وإنتاجها محلياً .. وعن أسباب زيادة الطلب على «الدرونز» توضح الدراسة أن هذه الأسباب تتمثل فى الإنخفاض النسبى لتكلفة التكنولوجيا الخاصة بامتلاكها مقارنة بالمعدات التقليدية علاوة على انخفاض الخسائر البشرية المحتملة.. كما يتمثل أحد الأسباب الرئيسية للإقبال على امتلاك التكنولوجيا الخاصة بتصنيعها هو تنوع المهام التى تقوم بها. ومن هنا نرى ضرورة وجود تعاون بين مختلف الدول لوضع قواعد وضوابط دولية لتنظيم استخدام هذه النوعية من الطائرات التى باتت تشكل خطورة كبيرة بسبب زيادة أعدادها وتزايد استخدامها الآن من قبل منظمات إرهابية مما يجعل تنظيم الجوانب القانونية المتعلقة باستخدامها أمرا مهما للغاية.