الأنبياء والرسل

نوح عليه السلام

هالة يوسف هو نوح بن لامك ابن متوشلح بن ادريس ابن ياريد بن مهلائيل بن قينن بن أنوش ابن شيث بن ادم‏(‏ ابو البشر عليه السلام‏),‏ و ولد تقريبا‏3993-3034‏ ق‏.‏م‏,‏ و بعث تقريبا في3650 ق.م, و لقب قومه هو قوم نوح, و مكان بعثته هو جنوب العراق, و عدد مرات ذكره في القرأن الكريم هو43, و كان له اربعة من الأولاد. هو أول رسل الله في الأرض كما في الصحيح, دعا الي عبادة الله وحده لا شريك له فكذبه قومه; فتحمل في سبيل ذلك العنت و المشقة, فأوحي الله اليه صناعة الفلك لينجو مع قومه المؤمنين من الغرق الذي ارسله الله علي الكافرين
قال الله تعالي( كان الناس أمة واحدة فبعث الله من النبيين مبشرين و منذرين و أنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه) البقرة212 و روي ابن عباس رضي عنهما في تفسير هذه الأية الكريمة حيث قال:(( كان بين نوح و أدم عليهما السلام عشرة قرون كلهم علي شريعة من الحق فأختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين)) وبعد أن زين الشيطان لبعض قوم نوح عبادة غير الله تعالي, تفشي الشرك بالله بين الناس, و أنتشرت عبادة الأصنام قال تعالي( و قالوا لا تذرن آلهتكم و لا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث و يعوق و نسرا) نوح23-24.
لقد نشأ نوح عليه السلام في أرض العراق في وسط قوم تركوا عبادة الله و لجأوا الي طريق البغي و الضلال, فبعثة الله بالرسالة الإلهية ليخرج قومه من حمأة الضلالة, و ضآلة التفكير إلي طريق الهدي و النور, فكان عليه السلام أول الرسل إلي اهل الأرض كما هو ثابت في الصحيحين في حديث الشفاعة عن النبي صلي الله عليه وسلم.
ولقد لبث نوح عليه السلام داعيا الي الله في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما قال تعالي( و لقد أرسلنا نوحا إلي قومه فلبث فيهم ألف سنة الا خمسين عاما) العنكبوت14, حيث أخذ نوح علي عاتقة دعوة قومه ليلا و نهارا و سرا و جهارا من دون أن يكل أو يمل علي الرغم مما واجهه من آذان صم و قلوب قاسية, فآمنت به قلة قليلة و كفرت به الكثرة الباقية فأوحي الله إليه. قال تعالي:( وأوحي إلي نوح أنه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون) هود.26 هنا توجه نوح إلي ربه داعيا( رب لا تذر علي الأرض من الكافرين ديارا) نوح.26 فأمره الله سبحانه وتعالي أن يصنع الفلك لتكون وسيلة لنجاته مع قومه المؤمنين بالله من الطوفان الذي سوف يحل بقومه العصاة الفاسقين قال تعالي:( ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون).
هكذا حل الطوفان بقوم نوح العصاة الذين تكبروا في الأرض و عاثوا فيها فسادا, و نجي الله نوحا و الذين آمنوا معه حينما رست السفينة علي جبل الجودي في المكان المسمي بجزيرة ابن عمر في شرق تركيا اليوم).