يعقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين اليوم لبحث تداعيات القرار المرتقب للرئيس الأمريكى دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدسالمحتلة والاعتراف بها عاصمة موحدة لدولة إسرائيل بناء على طلب تقدم به مندوب دولة فلسطين لدى الجامعة. ومن المقرر أن يحيط أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، الاجتماع برؤية الجامعة للمخاطر التى يمكن أن تترتب على الخطوة الأمريكية وانعكاساتها الخطيرة ليس فقط على الوضع السياسي، ولكن أيضا على مستوى الأمن والاستقرار فى المنطقة . وسيتحدث فى الاجتماع دياب اللوح، السفير الفلسطينىبالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى الجامعة، شارحا الأبعاد المحتملة لهذه الخطوة على مسار الصراع العربى الإسرائيلى وتأثيراته على عملية السلام على نحو يهدد بتوقفها نهائيا، كما سيتحدث عدد كبير من المندوبين الدائمين محذرين من نتائج هذه الخطوة وما تحمله من تداعيات قد تضر بالعلاقات العربية الأمريكية. وعلم مندوب «الأهرام»، أن البيان الختامى الذى سيصدر عن الاجتماع الطارئ سيتضمن تحذيرا عربيا واضحا للإدارة الأمريكية من الإقدام على هذه الخطوة لكونها تضر بالعلاقات العربية مع واشنطن وتؤثر سلبا على مصالحها الاستراتيجية فى المنطقة، كما سيتضمن تحديدا للخيارات العربية للتصدى لها فى حالة الإعلان عنها فى الخطاب المرتقب للرئيس الأمريكى غدا، كما يؤكد مساندته لجهود القيادة الفلسطينية فى التصدى لهذه الخطوة ورفض أى مساس بوضعية القدس التى ستظل عاصمة لدولة فلسطين المستقلة. وفى هذا السياق، حذر السفير الدكتور سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد لقطاع فلسطين والأراضى العربية المحتلة من خطورة الخطوة الأمريكية، معتبرا أنه فى حال ما تمت فإنها ستعد تغييرا فى الموقف الأمريكى التاريخى باعتبار القدس مدينة فلسطينية محتلة، وجزءا لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، وتدميرا كاملا لعملية السلام وحل الدولتين، وانحيازا كاملا تجاه إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال)، وانتهاكا جسيما للقرارات ومواثيق الشرعية الدولية. وفى رام الله، هددت السلطة الفلسطينية بأنها ستتحرر من أية تفاهمات سابقة مع الإدارة الأمريكية حال اتخاذ واشنطن أى خطوة تمس الوضع القائم فى مدينة القدس. وأبلغ زياد أبو عمرو، نائب رئيس الوزراء الفلسطيني، لدى استقباله فى مدينة رام الله، القنصل الأمريكى فى القدس، العام دونالد بلوم، أمس أن نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس أو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «أمر مرفوض ينطوى على مخاطر لا تحمد عقباها». واعتبر أبو عمرو، أن «إقدام الإدارة الأمريكية على إجراء من هذا النوع عمل مستهجن ويتعارض مع دور الإدارة الأمريكية كوسيط وراعٍ لعملية السلام ويخرجها من هذا الدور، ويغلق كل باب أمام الاستمرار فى عملية سلام جادة، ويدفع بالمنطقة برمتها إلى المزيد من التوتر وعدم الاستقرار». وفى الوقت نفسه، دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الإدارة الأمريكية إلى عدم اتخاذ أى مواقف أو إجراءات من شأنها أن تبطل «صفقة القرن» وتجهضها قبل أن تُولد. وحذرت الخارجية فى بيان صحفى أمس، من مخاطر أى موقف أمريكى يتعلق بالقدس من شأنه أن يفقد واشنطن أهليتها فى طرح أى حلول، كما حذرت من مخاطر أى إعلان أو قرار قد تفسره إسرائيل على أنه مكافأة لها على انتهاكاتها للقانون الدولى وانحرافها الدائم عن الشرعية الدولية ومبادئ حقوق الإنسان، وجوائز لها على تخريبها المتعمد لجميع فرص وأشكال المفاوضات. وفى الوقت نفسه، طالبت حركة فتح، الأحزاب والحكومات الصديقة فى الاتحاد الأوروبي، بالنهوض بموقف فاعل وعاجل ضد أى توجه من الولاياتالمتحدةالأمريكية لتغيير سياستها نحو القدس، وما يظهر من توجه لنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس عاصمة دولة فلسطين. وقال جمال نزال، المتحدث باسم حركة فتح فى بيان عن مفوضية الإعلام: «إن تغيير سياسة الولاياتالمتحدة من شأنه، إن وقع فعليا، أن ينسف الأسس الأصلية للسياسة الغربية تجاه اعتبار مدينة القدس جزءا من الأراضى العربية المحتلة» . وفى عمان، حذر وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، خلال اتصال هاتفى مع نظيره الأمريكى ريكس تيلرسون من "تداعيات خطرة" لأى قرار بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وعلى صعيد آخر، اتفقت حركتا فتح وحماس الفلسطينيتان فى القاهرة الليلة قبل الماضية، على أن تنهى حكومة الوفاق الوطنى تسلم مسئولياتها فى قطاع غزة بحلول 10 من ديسمبر. وقال مسئول فلسطينى طلب عدم ذكر اسمه، إن وفدى الحركتين اتفقا فى ختام جولة الحوار على "اتمام تمكين الحكومة بتسلم كافة المسئوليات فى قطاع غزة حتى الأحد المقبل.