فى الليلة التى نام فيها الأب والام استعدادا لصحبة طفلهما ليومه الاول فى المدرسة حكومية رأيا فيما يرى النائم رؤيا مشتركة رأيا سُور مدرسة حكومية طويلا مكتوبا عليه: أعيدوا الكتاتيب امنحوا جائزة الدولة التقديرية لمعلم فى المدرسة الابتدائية اجعلوا كلية التربية من كليات القمة ضاعفوا مرتبات المدرسين اجعلوا للمدرس زيه الذى يمنحه الهيبة وأعيدوا الهيبة للعنصر الأهم فى البلاد... أعيدوا تدريس مادة الأخلاق فى المدارس اجعلوا كتاب جمال حمدان «شخصية مصر» كتابا مقررا على الصف الإعدادى أعيدوا المسرح المدرسي المدرسة ليست فصولا فقط لكنها حوش ورياضة ومسرح ومكتبة. جددوا الخطاب الدينى فى المدارس الابتدائية اولا قبل الفضائيات التلميذ هو العنصر الأكثر خطورة فى الوطن جدودا روح التنافس الثقافى والرياضى فى المدارس وامنحوا الفائزين جوائز عينية تجعلهم يحبون اوطانهم أطلقوا الكشافين فى المدارس ليكتشفوا المواهب التى تمتلأ بها عقولهم حدثوا المناهج واجعلوا فيها مقولات واشعار وافكار أهل الفكر المستنير أعيدوا البعثات التعليمية للخارج للطلبة المتفوقين قدموا الفهم على الحفظ امنحوا المدارس الحكومية الاهتمام بتقليل الكم والاستزادة من الكيف لا تجعلوا التلاميذ يصيحون خلف المدرس كالإوز الهائج بلا فهم أعيدوا طلبة الثانوى العام الى المدارس بدل الاعتكاف فى البيوت من اجل الحفظ لا تفرقوا بين التلاميذ واجمعوهم فى حصة الأخلاق درسوا لهم أخلاق سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وأخلاق السيد المسيح بدلا من القصص التاريخية المشوهة اجعلوا الهوية حارسا على الامل والاخلاق حافظا من التطرّف حققوا احلامهم باكتشاف مواهبهم احتفلوا باعيادنا المحلية فى المدارس واجعلوا النصر احتفالا والمولد النبوى عيدا للقيم وميلاد المسيح فرحة بالتسامح حدثوهم عن الحق والخير والجمال ورجاله ونسائه اجعلوا كل تلميذ وتلميذة يفخر ويتباهى انه تلميذ الاستاذ فلان أو الاستاذة فلانة اجعلوهم يدخلو المدرسة صباحا بطاقة ايجابيا من التفاؤل والنشاط وأعيدوا الإذاعة المدرسية واجعلوهم يغادرون المدرسة كل يوم برغبة جديدة فى العودة من اجل تحقيق الحلم. واستيقظ الأب والام على واقع أليم واستبشرا بالرؤيا وقالا فى نفس واحد: اللهم اجعله خيرا