شهدت الجلسه الطارئة، التى عقدها مجلس النواب أمس مشادات وانفعالات بين اعضاء المجلس الذين رفضوا الالتزام بجدول اعمال الجلسة الطارئة، حتى لا تتعرض للبطلان، وتمسكوا بحقهم فى فتح باب المناقشة حول تداعيات حادث الروضة مشيرين الى أن الشارع يترقب موقف البرلمان بشأن ذلك الحادث الذى يفوق فى أهميته اى موضوعات أو تشريعات مطروحة للمناقشة أمام المجلس مهما تكن أهميتها نظرا لجسامة الحادث. كان الدكتور على عبد العال قد أوضح فى بداية الجلسة «والتى امتلأت عن آخرها بالنواب الذين حرصوا على الحضور مرتدين ملابس الحداد» أنه طبقا للدستور واللائحة الداخلية للمجلس لا يجوز الخروج عن جدول أعمال الجلسة الطارئه، والتى كان قد تم تحديدها فى وقت سابق على وقوع الحادث نظرا لمطالبة الحكومة بسرعة مناقشة تعديلات قوانين المحطات النووية وإلا تتعرض للبطلان، مشيرا الى أنه سيلقى بيانا يعبر فيه عن كل النواب بشأن الحادث على أن يتم فتح الباب لمناقشة الحادث وسماع كلمات النواب خلال الجلسة العامة للمجلس الأحد المقبل، وهو الأمر الذى رفضه النواب مشددين علي ضرورة مناقشة الحادث مهما تكن الاعتبارات، بينما انسحب نواب سيناء بالكامل من القاعة، قبل أن يتدخل النائبان سليمان وهدان وكيل المجلس ومصطفى بكرى لاقناعهم بالعودة للقاعة مرة أخرى . ونزولا على رغبة النواب وتجاوزا للأزمة قرر الدكتور عبد العال السماح لكل نائب خلال تحدثه حول مشروعات قوانين المحطات النووية، التحدث فى موضوع الحادث . وفى بداية كلمته، التى ألقاها خلال الجلسة أكد الدكتور على عبدالعال أن هذا العمل الإرهابى الجبان لا تقوم به إلا فئة باغية عميلة وممولة لا تمت للدين الإسلامى الحنيف بصلة من قريب أو بعيد، فهى فئة باعت ضمائرها للشيطان، واشترت دنياها بدينها، لا مبدأ لها ولا هدف سوى الخراب والدمار، ولا ولاء لها إلا لمن يمولها ويقدم لها الدعم. وشدد على أننا سنبذل كل ما فى وسعنا لتوفير كل الدعم لقوات إنفاذ القانون للانتصار فى هذه المعركة، لا يثنينا عن هذا أية شعارات جوفاء، أو مثاليات عبثية، لهذا فإن مصر، وحماية أمنها القومي، وأمن شعبها هو دليلنا وبوصلتنا وهدفنا الوحيد. وأضاف إن هؤلاء الجبناء الذين يطعنون الأبرياء فى ظهورهم أثناء الصلاة، لا يقصدون إلا كسر إرادة المصريين، وإحباط عزائمهم بعد النجاحات والضربات المتتالية التى تتم كل يوم ضدهم من الجهات الأمنية. ولهؤلاء أقول: إن من ثوابت التاريخ أنه لم يحدث أن هزم إرهاب دولة بأكملها خاصة إذا كانت دولة راسخة عبر العصور. مشيرا الى أن يد الإرهاب الآثم وجهت تلك الطعنة الغادرة إلى مواطنين أبرياء، حين استحلت دماء حرمها الله، معرضةً عن التعاليم السمحة التى نادت بها جميع الأديان السماوية، والقيم الإنسانية كافة، واغتالت مجموعة من الآمنين العزل أثناء سجودهم لله، فى مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء فى حادثة تجسد الغدر فى أحط صوره، فنتج عن الحادث هذا العدد من الشهداء والمصابين. وشدد عبد العال على أن هذا الفعل الخسيس المشين لن ينال من إرادتنا وعزيمتنا، بل سيزيدنا- نحن المصريين- صلابة وتلاحماً، وإصراراً على الاصطفاف خلف قيادتنا السياسية، ومؤسساتنا الوطنية، وفى مقدمتها الجيش المصرى العظيم، والشرطة الباسلة حتى نستأصل جذور الإرهاب، ليس فقط من تربة مصر الطيبة، بل ومن المنطقة والعالم بأسره. وقال إنه برغم مرارة الحادث وآلامه التى أصابت قلوب المصريين، فإن هذا الحادث الأليم كشف أمام العالم عن أن هؤلاء القتلة يوجهون أسلحتهم وكراهيتهم إلى المسلمين قبل غيرهم. ولعلكم تتفقون معى فى أن الضمانة الأهم فى مواجهة الإرهاب هو الاقتناع والوحدة والاصطفاف بين الشعب وقيادته السياسية وعدم السماح بوجود فرقة أو اختلاف أو فراغ. وأضاف رئيس المجلس أن غرض الإرهاب هو زرع بذور الفتنة بين المواطنين، وإفقادهم الإيمان والثقة فى قيادتهم، والنيل من روحهم المعنوية. واختتم عبد العال كلمته بأن الله لن ينصر أهل الشر مهما فعلوا وإن وعد الله حق، بأنه لن يصلح عمل المفسدين وهو وعد ربانى لا يخلف أبداً. وتقدم بخالص العزاء وأصدق المواساة لأسر الشهداء، سائلا المولى - عز وجل - أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين. ومن جانبه أعلن النائب محمد السويدى رئيس ائتلاف دعم مصر عن الاجراءات التى اتخذتها الحكومة تجاه أسر الشهداء والمصابين وهى منح 200 ألف جنيه لأسرة كل شهيد، و50 ألف جنيه لكل مصاب، فضلا عن تخصيص مبلغ 50 مليون جنيه لتطوير منطقة بئر العبد. ودعا السويدى الحكومة للاستجابة لمطالبات نواب سيناء بعودة العمل بمحكمة شمال سيناء، للتيسير على أهالى سيناء الذين يعانون صعوبات فى الانتقال للاسماعيلية . ونعى السويدى خلال جلسة أمس جميع شهداء الوطن قائلا : «كلنا على استعداد أن نبقى شهداء لكى نحرر الوطن»، وانتقد بعض وسائل الاعلام التى حاولت أن تصف رواد المسجد بالصوفية، مشيرا إلى أن هذا التصنيف هدفه اثارة الفتنة بين المسلمين. من جانبه قال النائب مصطفى بكرى إن هذه حرب تستهدف هذا الوطن، وعلينا أن نقرأ تصريح وزيرة العدالة الاسرائيلية والذى ذكرت فيه أنه لا وطن للدولة الفلسطينية إلا فى شبه جزيرة سيناء، مؤكدا أن قواتنا المسلحة تقود معركة أمام أجهزة مخابرات دولية وأن قوات الشرطة والجيش لن تقصر. وتساءل بكرى عن عدم تنفيذ أحكام الاعدام على الإرهابيين مطالبا، بتنفيذ جميع الأحكام النهائية التى صدرت ضد قيادات الإخوان والإرهابيين. وانتقد بكرى رئيس جامعة قناة السويس الذى رفض نقل المصابين إلى القاهرة لتلقى العلاج مشيرا إلى أن وزير الصحة أرسل سيارات اسعاف لنقلهم لتلقى العلاج بمستوى أفضل. وطالب بكرى بتقديم إعانة شهيد لكل من استشهد فى الحادث، بالاضافة إلى منح أسرهم معاش شهيد، واتخاذ اجراءات فورية لمساعدة أسر الشهداء. وعقب عبد العال قائلا إن هناك اجراءات تم اتخاذها وأن لجنة الدفاع والأمن القومى بالمجلس مكلفة باعداد مشروع قانون لتعويض الشهداء وأسرهم وانشاء صندوق لتمويل هذه التعويضات، فضلا عن أن هناك اجراءات تم اتخاذها فى حضور القائم بأعمال الحكومة وتوجيهات رئيس الجمهورية .