إذا كان هناك من يريد أن تكون انتخابات الرئاسة المقبلة مجرد مدخل لمزايدات ومناورات بهدف تسجيل المواقف باسم القضايا المفتعلة حول سد النهضة وجزيرتى تيران وصنافير وغيرها فإن هذا البعض يكون - فى اعتقادى - قد عجز عن قياس النبض الصحيح للشارع المصرى قبل أن يعجز عن فهم مغزى ولب الأهداف المرجوة من إجراء انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة تكون عنوانا لنضج ديمقراطى مأمول. إن هناك حقيقة ينبغى أن يقر بها الجميع من المشاركين فى تصدر المشهد السياسى وهى أن مساحة الاهتمام بالقضايا الجدلية عند رجل الشارع مجرد مساحة ضيقة ومحدودة فى حين أن الغالبية العظمى من الشعب مهمومة بشواغل جوهرية تتعلق بحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية ذات الصلة بالواقع المعاش وما يكتنفه من مصاعب. إن الرأى العام فى مصر لم يعد مشدودا نحو السيرك السياسى الذى نشأ بعد أحداث 25 يناير 2011 واتخذ منه البعض مدخلا لتقويض أمن واستقرار الوطن وإعاقة تقدمه ولكن الرأى العام يتوق إلى أن يسمع فى زخم الحملات الانتخابية إلى آراء وأفكار عملية وواقعية ومحددة تتعلق بكيفية حل مشاكله بشكل أكثر تبسيطا وبما يخرج بها عن إطار الجدل العقائدى والتعميمات المطلقة. وليكن معلوما للجميع أن الناس فى بر مصر ليسوا فى حاجة إلى من يزرع لهم أحلاما وردية بإطلاق الوعود التى لا تستند إلى رصيد من القدرة الذاتية للوطن، وتتطلب وجود وفرة مالية نحن بالقطع لا نملكها وليس فى بلادنا كنوز يمكن البحث عنها واستخراجها للأخذ بمثل هذه الحلول السحرية من نوع ما تحدث بعض المرشحين المحتملين من رفع الحد الأدنى للأجور إلى ثلاثة آلاف جنيه وحل مشكلة البطالة فى غضون 3 سنوات. ولتكن هذه السطور رسالة مفتوحة للرئيس السيسى ولمن سيدخل معه حلبة المنافسة على نيل شرف رئاسة مصر فى السنوات الأربع المقبلة خير الكلام: قمة السعادة فى إسعاد غيرك بمثل ما تحرص على إسعاد نفسك! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله