أحاديث الدكتور مصطفى الفقى المتكررة عما سماه «الفرص الضائعة» جعلتنى أتذكر حكاية الشاب الذى أراد أن يتزوج ابنة رجل يعمل مزارعا وكانت هذه الفتاة غاية فى الجمال، فذهب إلى والدها طالبا يدها، ولكن المزارع قال له : «يا بنى اذهب الى الحظيرة وسوف أقوم بإطلاق سراح 3 ثيران الواحد تلو الآخر فإذا تمكنت من الإمساك بذيل أى واحد منها سوف ازوجك ابنتى». ابتهج الشاب وكاد يطير من شدة الفرح ووقف أمام الحظيرة وبعد فتح الباب خرج منها أكبر ثور رآه فى حياته وأكثرها شرا فقرر أن ينتظر الثور التالى أملا أن يكون اختيارا أفضل ثم فتح المزارع الباب مرة أخرى فكاد الشاب يموت خوفا وهو يرى الثور يقوم بحفر الأرض بقدمه بعنف شديد ولعابه يسيل وهو ينظر اليه، فقال الشاب مهما يكن نوع الثور الثالث فمن المؤكد أنه لن يكون أسوأ من هذا الثور أو ذاك. وبالفعل فما إنن خرج الثور الثالث حتى ظهرت على وجه الشاب ابتسامة عريضة حيث شاهد أضعف وأهزل ثور رآه فى حياته، وعلى الفور قرر القفز عليه وهو يجرى وبالفعل مد يده ليمسك بذيله ولكنه فوجئ بأن الثور ليس له ذيل ليمسكه منه! فضاعت الفرص الثلاث ولم يحقق الشاب ما يريد وتبددت احلامه فى الزواج بالفتاة الجميلة بسبب حماقته فى التعامل مع الفرص. خلاصة الحكاية أن الحياة مليئة بالفرص بعضها سيكون من السهل اقتناصه، والبعض الآخر ربما كان صعبا وبعيد المنال.. ولكننا للأسف الشديد بمجرد أن نسمح لهذه الفرص بالمرور على أمل الفوز بالفرص التى تليها، فإنها تمضى بعيدا ولا تكون متاحة لنا مرة أخري. لذا ليتنا نحرص على اقتناص «الفرصة الأولى» حتى لا نندم بعد ضياعها ولكن للأسف الشديد فإن ذلك يحدث دائما بعد فوات الأوان وفى الوقت الذى لا ينفع فيه الندم. [email protected] لمزيد من مقالات أشرف مفيد