من خلال قصة الحب بين سامى طبيب الامتياز، وفتاة التمريض أمنية. وبسرد جذاب، ولغة بسيطة موحية، وعبر عالم الأطباء والممرضات؛ حاول الكاتب كشف عيوب المجتمع وتناقضاته، وفضح التدين الظاهرى الذى ينطوى على تعصب شديد، وتطويع الدين للنزوات. حيث يجد القارئ نفسه امام الطبيب ذى اللحية الكثيفة، والدكتور أحمد الذى تبنى الصوفية من دون سند علمى ولا ديني، والدكتورة سلوى التى تتوسل بالدجالين للوصول إلى قلب الدكتور سامي، وصراع الدكتور عبد العال والدكتور شنودة على العيادات الخاصة، والدكتور عبد الخالق نائب الجراحة الذى يتلهى بالكوتشينة بانتظار المرضى، والدكتور سلام الذى لا تفارقه الكتب الدينية ولا يعلم توجهاتها، والمصحف لا يفارقه، لكنه يرتكب الرذيلة فى حجرة العمليات محاطًا بكتبه ومصحفه، والدكتور شكرى الطيب المغلوب على أمره، وعبد السلام كاتب المستشفى الفاسد الذى يفرض إتاوات على الأطباء، ليوقع بدلا منهم مهما كان غيابهم. والرواية تقوم على تناقضات الأشخاص والأفعال، فأمنية مثلا رغم صغر سنها مثقفة وقارئة للأدب والفلسفة والشعر تعلم ما تريد وتعمل لتحقيقه، والدكتورة سلوى التى لا تخلو من الجمال تلجأ للدجالين، ووالد أمنية أمين المكتبة القارئ والمشجع لأسرته على القراءة، والدكتور عبد العال الطبيب الكبير الذى يظنه البعض نصف إله يلهث خلف أمنية التى تصغر أولاده، لدرجة التآمر على سامى حبيبها، واستئجار من يعتدى عليه ليفقده الوعى وتُكسر إحدى رجليه. وهكذا استطاع الروائى د.«سليمان عوض» من خلال عالم المستشفى إلقاء الضوء على تناقضات المجتمع، والصراعات داخل النفس الإنسانية، وداخل مكان ينوب عن مجتمع كامل.