ولوثتم براءتها.. وحرمتم عليها العيش مثل قريناتها.. أن تذهب إلى مدرستها وأن تلهو مع صديقاتها ..وأن تفضفض بأحلامها لعروستها..وأن تكمل تغذية جسدها وعقلها حتى ينضجا ويستعدا لمواجهة مسئوليات الحياة؟ صغيرات فى عمر الزهور يحول شبح زواج الأطفال حياتهن جحيما..يخطفهن من مرح الطفولة وبراحها إلى تجربة تفوق مسئولياتها سنوات عمرهن القليلة، ويوجع قلوبهن الغضة بمشكلات تفوق قدراتهن على التحمل .. أمراض وسوء تغذية..صعوبات حمل وإنجاب وأحيانا طلاق أو موت.مشكلات صحية ونفسية واجتماعية تسلب الفتيات حقوقهن وتضيف لأعباء المجتمع زيادة سكانية لا تتوافق مع حجم نموه. فبالرغم من النص الدستورى والقانونى الذى يحدد سن الزواج و الطفولة ب 18 سنة فإن 14% من الفتيات من سن 15 إلى 18 عانين من الظاهرة فى مصر بحسب المسح السكانى عام 2014، خاصة فى المناطق الريفية والقبلية. فتيات يواجهن قسوة مجتمع يسمح باستغلالهن وانتهاك أجسادهن ويسرق منهن أحلى سنوات العمر بسبب الفقر أو الطمع أو العادات والتقاليد البالية. وقد وافق الأزهر مؤخرا على مقترح قانون لتجريم زواج الأطفال أعدته وزارة العدل بالتعاون مع المجلس القومى للسكان. واليوم تنتظر الكثير من الصغيرات – فى عيد طفولتهن- طوق نجاة من الانتهاك بإقرار القانون فى مجلس النواب حتى لا نقطف الزهور قبل الأوان.