أكد اللواء السيد نصر محافظ كفرالشيخ، قرب حل مشكلة تلوث مصرف كتشنر بطول 85 كيلو مترا بمحافظة كفرالشيخ، مشيرا الى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال افتتاحه المرحلة الأولى من مشروع الاستزراع السمكى بمنطقة غليون بمطوبس أمس السبت، اهتم بالقضاء على التلوث الصناعى بمصرف كتشنر للحفاظ على الصحة العامة للمواطنين. واستقبل الآلاف من أبناء كفرالشيخ تصريحات الرئيس السيسى عن حل مشكلة تلوث المصرف بالفرح والسعادة، لأنهم أصبحوا على قناعة تامة ويقين بقرب حل مشكلة هذا المصرف الملوث للبيئة الذى يحمل الموت للآلاف من أبناء المحافظة بصفة يومية، بعد تدخل الرئيس السيسى ووعده بالقضاء على تلوث هذا المصرف الخطير. ومشكلة مصرف كتشنر «القاتل»، بكفر الشيخ، تعود إلى 30 عامًا، وتعاقبت عليها الحكومات الواحدة، تلو الأخرى، والكل يعد بحلها، ولكن رحلت الأنظمة والحكومات المتعاقبة، وبقيت المشكلة. تكمن مشكلة مصرف كتشنر أو ما يعرف بمصرف «الغربية الرئيسى»، فى أنها كارثة بيئية بالأساس، تحتاج إلى حلٍ قاطعٍ وجذرى، لا لمُسكنات فقط كما يحدث به، المصرف الذى يبلغ طوله 85 كيلومترا تقريبًا، وعرضه فى حدود 150 مترا، يمر منه قرابة ال55 كيلو فى محافظة كفر الشيخ، وتحديدًا فى حدود مراكز «بيلا» و «الحامول» و «البرلس»، وهو مليء بالسموم، وتصب فيه مخلفات 16 مصنعًا بالغربيةوكفر الشيخ، منها مخلفات كيمياوية لمصانع النسج والغزل والمصابغ، وعلى الرغم من أنه تم عرض مشكلة المصرف من خلال المحافظين السابقين لكفر الشيخ على 10 حكومات سابقة، فأنها لم تفعل شيئًا، وكانت تكتفى جميعها بإصدار توصيات من خلال مؤتمرات وندوات وأبحاث، دون أن يتم تنفيذ أى شىء على أرض الواقع. يقول الدكتور فيصل متولى، الأستاذ بجامعة كفر الشيخ، إن مشكلة المصرف تكمن فى خلط المياه الملوثة بالمواد السامة بالمياه العزبة للمصرف، نتيجة صرف 16 منشأة صناعية من الغربية، وكفر الشيخ، مؤكدًا أن المصرف يروى أراضى 4 مراكز، من المراكز العشرة بالمحافظة، وأوضح الدكتور صلاح على عبدالوهاب، أستاذ البيئة والمياه والأراضى، بمركز البحوث الزراعية، والحاصل على الدكتوراه فى خطورة مياه كتشنر، أن من أهم أسباب زيادة انتشار أمراض الفشل الكلوى، وسرطان الكبد بكفر الشيخ، وجود هذا المصرف اللعين، فمياهه تحتوى على العديد من المواد السامة، الناتجة عن مُخلفات صرف المصانع، وتحتوى على الحديد، والرصاص، والزرنيخ، والكوبالت، والنيكل، والماغنيسيوم، والكادميوم، والمنجنيز، وغيرها من المواد السامة التى يصعب التخلص منها تحت أى ظرف من الظروف، وأنه لا يمكن حلّ ذلك إلا إذا تم إنشاء محطات لتنقية ومعالجة الصرف الصناعى لجميع المنشآت الصناعية. وكشفت دراسة لمركز البحوث الزراعية بكفرالشيخ، أن الطامة الكبرى تكمن فى وصول مياه كتشنر السامة إلى بحر تيرة، عن طريق نقطة الالتقاء بينهما فى منطقة محطة صرف رقم5، عندما تشح المياه فى أثناء السدة الشتوية، حيث تعود مياه كتشنر إلى بحر تيرة، فتصبح مصدرًا لمحطة مياه الشرب بالحامول، وهنا الكارثة، لأنه فى هذه الحالة لا تستطيع محطة مياه الحامول بإمكاناتها الضخمة علاج مشكلة مياه كتشنر، بما تحتويه من سموم، وبالتالى تصبح مياه الشرب بمحطة الحامول فى تلك الأثناء ملوثة بالسموم. وأشار الدكتور علاء أبو شعيشع من كبار الصيادلة بكفر الشيخ، إلى أن المواد السامة الموجودة فى مصرف كتشنر، إذا وصلت إلى الإنسان، فإنها تتسبب فى إصابته بالفشل الكلوى والكبدى، وتدمر خلايا المخ، وإذا تم استخدامها فى رى النباتات، فإنها تضر الإنسان على المدى الطويل، ويؤكد محمد إسماعيل «المحامى»، أن مصرف كتشنر، يخدم زماما مساحته 200 ألف فدان، وأشار المهندس فايد الشاملى، مدير شئون البيئة بالمحافظة، إلى أن خطة الوزارة تلزم المصانع بتركيب فلاتر لتنقية مياه الصرف، بالتنسيق مع وزارة الرى والموارد المائية والاستثمار والصحة، الأمر الذى يتطلب اعتمادات مالية لإنشاء محطات تنقية على مصارف التلوث ومنها «كتشنر»، بتكلفة أكثر من 80 مليون جنيه.