لم يكن لبنان وطنا عاديا بالنسبة للعرب كل العرب..كان واحة للحريات التى لم تعرفها دولة عربية أخرى فما أكثر الذين هربوا إليه من استبداد حكامهم وكان لبنان نموذجا للتعايش بين الأقليات وفيه اجتمع المسلمون والمسيحيون والدروز والسنة والشيعة وكان وطنا أمنا لكل هذه العقائد حتى إن الكثير من الثوابت الاجتماعية كالزواج كانت شيئا خاصا بالشعب اللبنانى..وفى لبنان وضع العرب أموالهم دون خوف عليها واخذ دور البنوك الأجنبية فى حماية أموال الملايين من الشعوب العربية..وقبل هذا كله وبعده كان لبنان الجميل يمثل واحة للعرب فى كل أوقات السنة صيفا وشتاء وكانت الطبيعة فى جبال لبنان ووديانها شيئا فريدا وبديعا مما جعله مزارا دائما لكل عشاقه وما أكثرهم..وكان لبنان وطنا من أهم مراكز الإبداع والثقافة والفن سنوات طويلة ومنه خرجت كل الفنون شعرا ومسرحا وغناء..لا احد يصدق الآن أن تطلب المملكة العربية السعودية من أبنائها مغادرة الأراضى اللبنانية وتفعل الكويت والبحرين نفس الموقف رغم أن السياحة السعودية هى اكبر موارد السياحة فى لبنان..إن السياسة هى التى فعلت ذلك كله..حين تدخل السياسة من الباب يهرب السياح وتهرب الأموال ويهرب الجمال وتهرب العلاقات الطيبة بين أبناء الشعب الواحد..إن فى لبنان الآن أكثر من جيش وفى المقدمة من الجميع جيش حزب الله وحتى وقت قريب كان حزب الله يمثل احد عناصر القوة أمام إسرائيل وقد دخل فى اختبارات كثيرة معها وفى اليوم الذى تغيرت فيه مسارات جيش حزب الله اتجه إلى شعبه فى لبنان وتحول إلى قوة عسكرية تهدد كل ما هو جميل فى لبنان ولم يتوقف الأمر عند ذلك ولكن حزب الله ذهب يحارب فى سوريا والعراق ثم انتقل بقواته وصواريخه إلى اليمن ولا احد يعلم ما هى أهداف حزب الله بعد ذلك..إن حزب الله تحول إلى أداة فى يد إيران لقد عاش السنة والشيعة فى لبنان تحت سماء وطن واحد أحبه الجميع ومنذ ارتفع علم إيران خسر لبنان كل شئ ولا حل غير أن يعود حسن نصر الله مواطنا لبنانيا عربيا يرفع علم لبنان لأن هناك شعبا لبنانيا واحدا. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة