هو محمد بن واسع ابن جابر بن الأخنس الأزدي نسبة إلي قبيلة أزد وكنيته أبا عبدالله الأزدي. تتلمذ علي يد أسد بن مالك خادم رسول الله. كان لا يري إلا إما صائما أو مصليا أو ذاكرا لله أو مجاهدا في سبيل الله وكان الحسن البصري يسميه ب زين القراء وقال أحد أصحابه ما رأيت أحدا قط أخشع من بن واسع فكان خير مثل للإمام الرباني والقدوة الحسنه. وكان ابن واسع زاهدا في الدنيا ولا يريد شيئا إلا رضا الله, فعندما ذهب إليه محمد بن المنذر قائد شرطة البصرة يبلغه أن أمير العراق يريده قاضيا علي البصرة رفض وقال عافني والله لا أريد شيئا عافاكم الله, فقال له ابن منذر لابد أن تعين فإن أمير العراق هو الذي يريدك فقال له ابن واسع مرة أخري عافني, فقال له ابن المنذر والله لتتولين القضاء أو لأجلدنك300 جلده وأشهر بك بين الناس, فقال ابن واسع إن فعلت ذلك فأنت ممكن أما أنا فلا أريد, واعلم أن معذب الدنيا خير من معذب الآخرة, فقال له ابن المنذر سامحني يا إمام وانصرف عنه علي استحياء. كان مجلس بن واسع في البصرة مملوءا بطلاب العلم ذكرتها كتب التاريخ وكان دائما يوصي طلابة بالقرآن وقلة الطعام وكان يقول لهم القرآن بستان المؤمن فأينما حل منه نزل في روضة, كما كان يوصيهم بقلة الطعام فيقول من قل طعامة فهم وأفهم وصفي ورق. ذهب ابن واسع يوما إلي السوق ليبيع حمارا, فقال له الشاري يا إمام أترضاه لي, فقال له الإمام لو رضيته لنفسي فما بعته فكيف أرضاه لك فقد كان الإمام ابن واسع مثلا في الورع والأمانه. وورد في الأثر عن الإمام محمد بن واسع أنه كان يدعوا الله كل يوم بدعاء خاص فجاءه شيطان وقال له يا امام أعاهدك اني لن أوسوس لك أبدا ولن آتيك ولن أمرك بمعصية ولكن بشرط أن لاتدعو الله بهذا الدعاء ولا تعلمه لأحد, فقال له الإمام كلا سأعلمه لكل من قابلت وافعل ما شئتفكان الإمام يدعو فيقول اللهم انك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا- يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم, اللهم آيسه منا كما آيسته من رحمتك وقنطه منا كما قنطته من عفوك وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحمتك وجنتك.