أعلن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، أنه تقدم باستقالته لصالح بلاده وأنه سيعود إلى لبنان قريبا، وذلك في أول لقاء تليفزيوني له منذ تنحيه عن منصبه مطلع الشهر الحالي. وقال الحريري في تصريحات خاصة أدلى بها من السعودية لقناة «المستقبل» اللبنانية: إنه ليس ضد حزب الله كحزب سياسي، لكن عليه ألا يتسبب في خراب لبنان، وألا يتدخل في شئون غيره بالخارج، وإنه على حزب الله أن يدرك أن مصلحة لبنان العليا هي في المحافظة على علاقاتنا بجميع الدول». وأضاف أنه اكتشف معطيات جعلته يتخذ قرار الاستقالة لإنقاذ البلد، مضيفا أن هناك تهديدا أمنيا عليه شخصيا، قائلا «أنا أضحي بحياتي من أجل البلد ولا يهمني إذا توفيت ولكن ما يهمني هو البلد والحفاظ عليها من جميع العقوبات»، مشيرا إلى أن والده رفيق الحريري مات وكان هدفه مصلحة البلاد أيضا وأضاف أن هناك فريقا في لبنان يحاول أن يضرب الاستقرار الخليجي، منوها بأنه سيرجع إلى لبنان في القريب العاجل. وأوضح سعد الحريري أنه سيعود إلى بلاده لتقديم استقالته وفقا للأصول الدستورية، وبعد الانتخابات النيابية التي ستتم في شهر مايو المقبل سأقرر أن كنت سأترشح إلى رئاسة الحكومة أم لا. وقال الحريري إن «الرئيس اللبناني العماد ميشال عون يتمسك بالدستور وعلينا جميعا احترام هذا الأمر ومن حقه أن يقبل أو يرفض الاستقالة... وعلاقتي ممتازة بالرئيس عون وسيجمعني حوار طويل معه عند عودتي إلى بيروت لننظر كيف سنستكمل الأمر». وأضاف «لم أتلقّ أي تهديد من قبل مستشار المرشد الإيراني للشئون الخارجية (علي أكبر ولايتي)، أثناء مقابلته لي في بيروت لكن وجهت له كلاما واضحا له بعدم قبولنا بتدخل إيران بالدول العربية». وأوضح أن التزامن بين الاستقالة وما جرى في السعودية مجرد صدفة، قائلا «إن علاقتي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ممتازة ومحسود عليها». وأضاف الحريري أن زيارته إلى الإمارات كانت لشرح موقف لبنان وحمايته، فلقاؤه مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد كان أخويا ومميزا. على صعيد متصل ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أمس أن وزير الخارجية جبران باسيل أجرى خلال الأيام الماضية سلسلة اتصالات دولية طالب فيها بمساعدة لبنان من أجل تأمين العودة السريعة لرئيس الحكومة المستقيل سعد الحريرى من السعودية إلى بلاده. وذكرت الوكالة أن هذه الاتصالات جاءت «فى إطار الحملة الدبلوماسية التى أطلقها لبنان لشرح ملابسات استقالة الحريرى من خارج لبنان والظروف الملتبسة التى حصلت فيها». وطالب باسيل فى اتصالاته بوزراء خارجية عدد من الدول ومسئولين دوليين «بمساعدة لبنان من أجل تأمين العودة السريعة لرئيس الحكومة إلى بلده توفيرا للظروف السياسية والدستورية والشخصية التى تسمح له باتخاذ القرار الذى يراه مناسبا». وفى الوقت نفسه، أعلن نهاد مشنوق وزير الداخلية اللبنانى إن إحراق صورة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى طرابلس لا يعبر عن شعور أهل المدينة أو الشمال اللبناني، وأنه عمل مؤسف يدينه ويعتبره مشبوها فى لحظة حساسة. وفى غضون ذلك، أكد النائب على فياض عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» أن «المقاومة ليست بصدد قتال أحد، وأن سلاحها موجه ضد العدو الإسرائيلى وضد الإرهاب التكفيرى وعصاباته الذى هدد وجودنا وأمننا وكيان وطننا لبنان». وفى بيروت، نفت وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية الأنباء التى ترددت حول اعتقال شخص كان يراقب موكب النائبة بهية الحريرى عمة سعد الحريري.