سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤسس مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى ل «الأهرام»: «أطلس» لتوضيح الأماكن الأثرية فى جميع محافظات مصر لدينا أهم محطة للخيول العربية على مستوى العالم بها سلالات نادرة
منذ ما يقرب من سبعة عشر عاما وتحديدا عام 2000، أخذ على عاتقه مسئولية تأسيس مركز لتوثيق التراث الحضارى والطبيعي، باستخدام تكنولوجيا المعلومات، والتى تهدف إلي تعميق وتعزيز الدور الحضارى لتاريخ مصر، مع أحدث التقنيات التى تسهم فى المحافظة على التراث الطبيعي، كتطويرالحدائق التراثية والمحميات الطبيعية والنباتات النادرة، فضلا عن حماية التراث الحضاري. الدكتور فتحى صالح أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة القاهرة، مؤسس المركز يشرح لنا فى هذا الحوار تفاصيل إنشاء أول قاعدة تفاعلية فى العالم تحتوى على جميع البيانات والسجلات للمعابد والآثار فى مصر، وإتاحة عرضها على شاشات عملاقة باستخدام تقنية «الواقع المجسم» ذى خاصية العرض ثلاثى الأبعاد، فضلا عن استخدام الوسائط المتعددة كالصور والمؤثرات الصوتية والمرئية والفيديو ونظم المعلومات الجغرافية وغيرها فى توثيق البيانات. وفيما يلى نص الحوار: كيف نشأت فكرة إقامة مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعي؟ بدأت فكرة إنشاء المركز كحلم جميل لتزاوج تكنولوجيا العصر الحديث والتراث المصرى الأصيل، والذى نسعى لجعله منارة للثقافة والآثار فى مصر والعالم أجمع، حيث نقوم باستخدام أحدث التكنولوجيات لتوثيق أقدم الحضارات. ما هى مكونات التراث الحضارى الذى يمثل عمل المركز؟ يتكون التراث الحضارى الذى يمثل تراثا من صنع الإنسان من شقين، أحدهما مادي، والآخر معنوي، فأما المادى فينطوى على المتاحف والمواقع الأثرية والفن المعماري، وأما التراث المعنوى فيضم التراث الشعبى والموسيقى والفنون وغيرها، وهناك تراث طبيعى مثل المحميات والحيوانات والنباتات البرية. وما هى آليات استخدام تكنولوجيا المعلومات فى توثيق التراث؟ هناك العديد من الطرق التى يُبنى على أساسها التوثيق، منها قواعد البيانات أو الوسائط المتعددة كالصور والتسجيلات الصوتية والتسجيلات المرئية والفيديو وسجلات البيانات ونظم المعلومات الجغرافية وغيرها، فضلا عن استخدام المسح ثلاثى الأبعاد فى التسجيل والتوثيق للمقتنيات الأثرية المختلفة، والتى من أبرزها تقنية العرض البانورامى «بانوراما التراث» لعرض المواقع الأثرية المختلفة على هيئة «واقع مجسم» وهى عبارة عن قاعة عرض ضخمة تحتوى على 9 شاشات بانورامية متلاصقة، تدور حول المتفرجين فى نطاق زاوية رؤية بمقدار 180درجة، والجدير بالذكر أنها تعتبر أول قاعدة تفاعلية فى العالم، وحصلت مصر على براءة اختراع عنها. تعد حديقة الأورمان من أهم الحدائق النباتية فى العالم، ما هى آليات عملكم فى المركز لتطويرها وتوثيقها؟ بالفعل تعتبر حديقة الأورمان من أكبرالحدائق النباتية فى العالم، حيث تضم أكثر من 1000 نوع من أنواع النباتات النادرة، كما يوجد بها أعشاب ذات خواص علاجية يصل عددها لنحو 5000 نوع، ويتم فيها تجفيف النباتات وحفظها على صفائح ورقية، ويدون عليها بيانات تفصيلية عن النبات ومكانه وتاريخه ومن قام بجمعه، وفى إطار المشروع التوثيقى للحديقة، تم إنشاء خريطة رقمية لها ومسجل عليها جميع أشجار الحديقة بتعريفاتها، كما تم تصوير جميع أنواع النباتات، وإنشاء قاعدة بيانات للحديقة تضم صورا ووصف كل الأنواع، مع توافر محتوى البيانات والمعلومات عن الحديقة على موقعها الإلكتروني، والذى يقوم علي نظام تصفح يعتمد على نظم المعلومات الجغرافية، كما تم الانتهاء من كتاب حديقة الأورمان. و ما هى أهم ملامح مشروع «محطة الزهراء» ؟ يُعد مشروع محطة الزهراء للخيول بالتنسيق مع وزارة الزراعة أحد أهم محطات الخيول العربية فى العالم، والذى يُمنح من خلاله الاعتماد الرسمى عن جودة السلالة وأصالة الخيل العربية، ويحتفظ المشروع بسجلات تاريخية لجميع الخيول العربية الأصيلة بمنطقة «أنشاص»، لاسيما احتوائها على سجل خاص للحصان «نظير» وهو أهم حصان عربى نقى السلالة . هل ترى قصورا فى تطبيق قانون «حماية المنشآت الطبيعية» ؟ فى الواقع القانون لا غبار عليه، ولكن هناك فرق بين القانون وبين تطبيقه وتفعيل بنوده، والذى لا يتم بصورة ملزمة بكل أسف، وأعتقد أن ذلك نتيجة عدة عوامل متشابكة وتحتاج لإعادة النظر فيها. وكيف تتم عملية توثيق التراث الفنى على وجه التحديد؟ يتم توثيق التراث الفنى بطريقة مبتكرة جدا، وذلك بوضع لوحة عرض كبيرة على الحائط تسمى «حائط المعرفة»، ثم يُدون عليها أسماء الفنانين المشهورين فى أحد المجالات الفنية كالفنون التشكيلية أو الموسيقى وغيرهما على مدى مائة عام، مع وضع صورة لكل فنان منهم ، ثم يمكن بواسطة تليفون محمول أو «تابلت» أو «نظارات متطورة» أن تختار أى فنان، وتدخل مباشرة فى عالمه للتعرف على جميع مراحل حياته وإنتاجه الفني. ما أهم ملامح مشروع «خريطة مصر الأثرية» ؟ بالفعل يعتبر مشروع خريطة مصر الأثرية «الأطلس»من أنجح المشروعات التوثيقية لتراث مصر الفرعونى ،بالتعاون مع وزارة الآثار، وهو يشتمل على خرائط جغرافية تفصيلية لمواقع جميع الآثار فى مصر ، مع توافر تفاصيل كاملة لكل أثر على حدة، وكذلك ترجمة للنقوش باللغتين العربية والإنجليزية، هذا فضلا عن مشروعات أخرى مثل توثيق شامل للتراث المعمارى بوسط البلد، والذى يضم ما يقرب من 500 عمارة ذات قيمة تاريخية خاصة، وتوثيق المخطوطات بدار الكتب المصرية - ثانى أكبر مجموعة للمخطوطات العربية فى العالم - علاوة على تجميع أعمال كبار الموسيقيين المصريين، ومقتنيات التراث الفوتوغرافى من الصور التى مر عليها ما بين 50 إلى 100 عام، وكذلك تجميع للتراث الشعبى والطبيعى كالصحراء البيضاء. ما الهدف من «ذاكرة العالم العربي» و«تاريخ مصر المعاصر»؟ يهدف مشروع «ذاكرة العالم العربي» إلى تسجيل التراث العربى وأقامه محبو التراث بالتعاون مع جامعة الدول العربية، أما مشروع «تاريخ مصر المعاصر» فتتولى رعايته مكتبة الإسكندرية، ويقوم بالتوثيق للفترة المعاصرة بدءا من عهد محمد على باشا وحتى وقتنا هذا. وما هى أكثر أنواع التراث صعوبة فى التوثيق..؟ يعتبر توثيق التراث الشفهى أو غير المادى من أصعب الأنواع توثيقا، وهذا النوع من التراث يمكن أن يندثر بمرور الوقت دون أن نستشعر بذلك، كالأمثال الشعبية القديمة أو السير التاريخية ورواتها، وهم رواة السيرة على الربابة. وفى المقابل يعتبر التراث الأثرى وبصفة خاصة المعمارى منه، من أبسط الأنواع فى التوثيق، وبالفعل هناك بعض أنواع التراث أوشكت على الاندثار، نتيجة عوامل التطور والتغير التكنولوجى السريع، منها على سبيل المثال لا الحصر الرسومات والنقوشات وبعض المخطوطات النادرة وغيرها . كيف ترى وضع التراث الحضارى فى مصر حاليا ؟ فى الواقع تعتبر مصر من أغنى دول العالم فى تراثها الحضاري، والذي يغطى حقبة تمتد لنحو 7000 سنة من عمر الزمان، فهو يحتوى بين جنباته على حقبات مختلفة منها ما قبل التاريخ وفرعونى وإغريقى رومانى وقبطى وإسلامى وحديث، فضلا عن العديد من المواقع الأثرية الممتدة عبر أنحاء البلاد.