رمضان شهر أنزل الله فيه كتابه وفتح للتائبين فيه أبوابه ، فلا دعاء فيه إلا وهو مسموع ، ولا عمل إلا وهو مرفوع ، ولا خير ؟إلا وهو مجموع ، ولا ضرر إلا وهو مدفوع ، شهر السيئات فيه مغفورة والأعمال الحسنة فيه موفورة. والتوبة فيه مقبولة ، والرحمة من الله لملتمسها مبذولة ، والمساجد بذكر الله فيه معمورة ، وقلوب المؤمنين فيه مسرورة ، شهر فضل الله به أمة محمد عليه الصلاة والسلام وجعله مصباح العام وأنزل فيه قرأنه الكريم فمن الجحود أن يترك المسلمون كتاب ربهم ليستوردوا قوانين ومبادئ غربية اعترف المنصفون منهم بفسادها ، وقال الله تعالي"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" . وأحكي لكم عن القاضي شريح "رضي الله عنه " سقط درع لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب فوجده عند رجل نصراني ، فاشتكاه إلي القاضي شريح ، فاستدعي شريح الرجل وأوقف الخصمين أمامه ، ثم سأل النصراني عن الدرع ،فقال الدرع درعي وما أمير المؤمنين بكاذب ، فألتف شريح إلي علي وسأله : هل عندك بينة ؟ فتبسم علي وقال: أصاب شريح ليس معي دليل ، فحكم شريح بالدرع للنصراني لأنه صاحب اليد عليه ، فأخذه الرجل وخرج ثم وقف أمام المحكمة وقال في نفسه والله ما هذه إلا أحكام أنبياء أمير المؤمنين يشكوني إلي قاضيه فيقضي لي عليه ثم رجع وقال :أشهد ألا إله ألا الله وأن محمدا رسول الله الدرع درعك يا أمير المؤمنين سقط منك وأنت تركب جملك فأخذته ، فقال له علي : أما إذ أسلمت فهو لك .. هكذا كان في دولة الإسلام فصلا بين السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية ولا تعتدي واحدة علي الأخرى ، ويقف الحاكم مع المحكوم أمام القضاء بدون إرهاب الخصم والقضاء عادل ومنصف يلتزم بالحق والعدل الذي نزلت به الشريعة ، ولا يخاف غير المسلمين من تطبيقها بل وعاشوا في حكمها آمنين مطمئنين ، فالله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة . وأختتم أنه من أعجب العجائب أن تعرف ربك ثم لا تحبه وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه أو الحديث عنه ثم لا تشتاق إلي انشراح الصدر بذكره ومناجاته وأن تذوق ألم العذاب عند تعليق القلب بغيره ثم لا تهرب إلي نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه وأعجب من هذا علمك بأنك لابد لك منه وأنك أحوج شئ إليه وأنت معرض عليه ، والصيام ليس الامتناع عن الطعام والشراب والشهوات فقط ولكنه صيام عن اللغو والباطل والفحش ومشاهدة الحرام والاستماع إليه ، وهي رسالة لمدمني المسلسلات (70 مسلسلا بتكلفة مليار جنيه ) في وقت يئن الوطن من أزمة طاحنة وملايين من البشر يحلمون برغيف عيش وأزمات في البنزين والسولار والبوتاجاز وجدل حول تأسيسية الدستور وتحقيق حلم الحكومة الجديدة حتى تتحقق مطالب الثورة مع وعود الرئيس في 100 يوم ، فلمن تصل رسالة الفن التي المفروض معبرة عن أحلام البسطاء لا أن تكون في كوكب آخر اسمه الفساد الأخلاقي ، وكل عام وأنتم بخير وربنا يبارك في صيامنا ويرزقه القبول ، قولوا أمين . المزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ