تضطرب أحوال المجتمعات، وتغيم الرؤية أمامها، وتفقد الأمل والثقة واليقين، إذا ما غابت عنها أو تأخرت الحقائق والمعلومات الصحيحة، وتركت عارية بلا حماية، تواجه أركام الأكاذيب والشائعات والتسريبات اليومية. كان حادث «الواحات» مؤلما جدا، فى فداحة خسائره، وأيضا فى غموضه وغياب المعلومات، والصمت الرسمى حول كل أسئلة القلق والخوف: ما الذى حدث، وكيف حدث، وما حجم الخسائر؟ مما ترك المجال العام يحترق، بنيران الشائعات والاجتهادات والتضليل، بجهل أو عن عمد. لم تستفد الدولة، ممثلة فى الحكومة، من التجارب السابقة، بشأن ضرورة المعلومات الصحيحة فى مثل هذه الأحداث، وأن تأتى هذه المعلومات سريعة وليست متأخرة، وذلك بشفافية تامة، ودون نقص أو تشويه، بما لا يضر بالأمن القومى. لابد من التخلص من تلك «العادة» القاتلة، والأسلوب الذى عفا عليه الزمن، خاصة فى الأحداث الجسيمة التى تهدد أمن وسلامة الوطن، كما يحدث فى كل المجتمعات، التى تحترم حقوق الشعوب فى المعرفة. إن غياب المعلومات الصحيحة والسريعة، فى كل نشاط إنسانى، خاصة فى أوقات الأزمات والأخطار، هو تهديد للأمن المجتمعى، لأنه يتركه «فريسة» للشائعات والتسريبات والاجتهادات، التى تمزقه وتنزع ثقته فى كل شىء. فى الختام.. يقول الشاعر العراقى الكبير محمد مهدى الجواهرى: «هبوا أن هذا الشرق كان وديعة فلابد يوما أن ترد الودائع» [email protected] لمزيد من مقالات محمد حسين;