عقب الاجتماع الأخير للمجلس التنفيذى لمحافظة الجيزة، وتطبيقا لمقولة «ليس فى الإمكان أبدع مما كان» سئل المحافظ اللواء كمال الدالى عن أسباب عدم وجود مسئولى الأحياء والعاملين المكلفين بالمتابعة الميدانية بالشوارع إلا لمدة ساعتين فى بداية اليوم أو حتى انتهاء مواعيد العمل الرسمية فى الثانية ظهرا على أقصى تقدير فى الوقت الذى يتعين فيه متابعة أعمالهم على مدى أربع وعشرين ساعة للحد من ظاهرة الإشغالات، سواء للمحال أو المقاهى أو الباعة الجائلين التى تلقى بظلالها القاتمة، فتسد منافذ الطرق وتعطل المرور وتكدر صفو المارة، فرد المحافظ بأنه من غير المعقول أن يوجد مسئولو الأحياء بالشارع على مدار اليوم متسائلا «أنا هابيتهم فى الشارع؟».. وتعليقا على ذلك أقول إن هناك من المواطنين من يبيتون فى الشارع - فى الحضر والريف - وفى جوف الصحراء أيضا لمباشرة أعمالهم والاضطلاع بالمهام المنوطة بهم وفقا لمنظومة العمل بالجهات التابعين لها مثل رجال المرور والحراسة والمهندسين والعمال بحقول البترول ومناجم التعدين، وأتساءل: ماذا ينتظر المحافظ من محترفى إشغالات الطريق وخصوم الالتزام بعد الساعة الثانية ظهرا وفى ظل وجود مسئولى الأحياء «خارج الخدمة»؟، وهل هناك مواعيد محددة للانضباط يصبح بعدها الخروج على النظام مباحا وميسرا ومشروعا؟، وماذا يحول دون تطبيق نظام «المناوبة» لضمان جودة المتابعة الميدانية والارتقاء بجودة الأداء بتخصيص ورديات عمل يتعاقب على رئاستها مسئولو الأحياء ومساعدوهم والعاملون من أهل الخبرة والثقة معا خاصة فى ظل توافر «العنصر البشري»، ثم ألا يعلم محافظ الجيزة أن أباطرة مخالفات البناء لا يشرعون فى ارتكاب جرائمهم الممقوتة وتجاوزاتهم البغيضة إلا عندما يأتى المساء لكى يضعوا مسئولى الأحياء أمام الأمر الواقع حين يدركهم الصباح فيسكتون عن الكلام المباح انتظارا لإجراءات إدارية روتينية طويلة قد تنتهى بالغرامة المالية أو الإزالة على الورق فقط؟، ثم أليست الوقاية من المخالفات والتجاوزات خيرا من علاج آثارها الذى قد لا يؤتى ثماره المرجوة على النحو المطلوب؟، ولماذا لم تستنسخ محافظة الجيزة حتى الآن تجربة تقييم أداء الأحياء من خلال منظومة المتابعة الإلكترونية التى استحدثتها محافظة القاهرة وحققت نتائج طيبة وملموسة على أرض الواقع، جعلت 10 محافظات أخرى تبادر بوضعها موضع التنفيذ الفورى فى إطار تفعيل مبدأ التنسيق بين الجهات الرسمية؟! مهندس هانى أحمد صيام قطاع البترول سابقا محرر «بريد الأهرام»: وأين مسئولو الأحياء من المخالفات التى تتم إزالتها، ثم يعيدها أصحابها بطريقة أو بأخري، فتكون مزالة فى الأوراق المعروضة على المحافظ، وقائمة على أرض الواقع، وكم نبهنا إلى أوضاع كثيرة من هذا النوع، ولكن لا حياة لمن تنادى؟!