كتبت - مروة البشير : خرج النبي صلي الله عليه وسلم ذات ليلة من عند السيدة عائشة رضي الله عنها, وكانت تلك ليلتها فاتبعته حيث يمضي مخافة أن يذهب إلي واحدة من زوجاته الأخريات. فوجدته صلي الله عليه وسلم قد ذهب إلي مقابر الشهداء يدعو ويستغفر, فعادت السيدة عائشة رضي الله عنها إلي بيتها تقول:( بأبي أنت وأمي يا رسول الله, أنت في حاجة ربك وأنا في حاجة الدنيا), فقال لها النبي صلي الله عليه وسلم:( أغرت يا عائشة ؟) فقالت رضي الله عنها:( وهل مثلي لا يغار علي مثلك؟!) يقول الدكتورمحمد محمد داوود استاذ الدراسات اللغوية والإسلامية بجامعة قناة السويس إن هذا الموقف النبوي الكريم تتجلي فيه قيم ودروس تربوية نافعة, فنجد الرد الرقيق من الرسول صلي الله عليه وسلم الذي يتسم بالود علي زوجته عائشة, يقول الله عز وجل: وإنك لعلي خلق عظيم, فينبغي أن يتعلم الأزواج الدرس من رسول الله صلي الله عليه وسلم, فلا يضيق أحدنا بمشاعر زوجه وغيرتها, وإنما ينبغي أن يرد في حنان ورفق وعذوبة كما فعل النبي صلي الله عليه وسلم, حيث قال للسيدة عائشة رضي الله عنها:( أغرت يا عائشة؟), وكم كان الرفق والود من الرسول صلي الله عليه وسلم لزوجه عائشة علاجا لكثير من المواقف, من ذلك قول النبي صلي الله عليه وسلم يوما لها:( إني أعلم إذا كنت راضية عني وإذا كنت عني غضبي), فقالت: كيف يا رسول الله ؟, قال صلي الله عليه وسلم:( إذا كنت راضية قلت: لا ورب محمد,وإذا كنت غضبي قلت: لا ورب إبراهيم), فقالت رضي الله عنها: والله يارسول الله ما أهجر إلا اسمك, وهكذا يسمو النبي صلي الله عليه وسلم بمشاعر الغيرة إلي عنان السماء بسماحته ووده ورفقه,فهو القائل:( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). ويوضح الدكتور محمد داوود في هذا الموقف سرعة الرجوع إلي الصواب من السيدة عائشة حين عرفت الحقيقة التي تخالف ما جال في خاطرها من غيرة, وهكذا شأن المؤمن.