رسالة لندن - عامر سلطان: لامقاطعات معلنة لدورة ألعاب لندن الأوليمبية حتي الآن ولاتزال هذه الدعوات التي تعالت لدواع مختلفة, يضيع صوتها وسط الحماس الإعلامي والسياسي في بريطانيا بالأوليمبياد, العائدة إلي المملكة بعد64 عاما. كون أصحاب هذه الدعوات من البريطانيين جماعة باسم قاطعوا أوليمبياد لندن. وأنشأوا موقعا علي الإنترنت يعددون أسباب دعوتهم. من بين هذه الأسباب غزو أفغانستان, ويقولون إن بريطانيا تحمست لمقاطعة أوليمبياد موسكو عام1980 احتجاجا علي غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان. واليوم, تشارك بريطانيا في غزو أفغانستان, ويجب أن تعامل أوليمبيادها نفس المعاملة. وتصف الجماعة الحدث أيضا بأنه أصبح ناديا للصفوة والأغنياء فقط لأن معايير اختيار الدول الساعية لاستضافته تتزايد دورة بعد أخري بما لا يمكن غير الدول الغنية من الفوز بالاستضافة. ويطالب هؤلاء بأن تساعد دول الصفوة تلك الفقيرة مثل دول إفريقيا لتمكينها من الاستفادة من مزايا استضافة الأوليمبياد. دعوة المقاطعة الأخري, تأتي من مدينة بوهبال الهندية. فأهالي المدينة غاضبون علي شركة دو كيميكال البريطانية العالمية, أحد رعاة الأوليمبياد. ففي عام1984, تسربت كميات كبيرة من المواد الكيماوية من أحد مصانع الشركة في بوهبال, وقتل25 ألف شخص ولاتزال البيئة تعاني آثار هذا التسرب حتي الآن. وترفض الشركة تحمل المسئولية أو دفع أي تعويضات. ومن المنتظر أن يشهد بعض مقار الدورة, البالغ عددها30 موقعا في بريطانيا بعض مظاهرات الاحتجاج لأسباب مختلفة. ومع أن ثوب أوليمبياد لندن ظل دون رتوش سياسية يمكن أن تؤثر علي بياضه, الذي سخرت بريطانيا كافة إمكاناتها للحفاظ عليه حتي انتهائها( يوم12 أغسطس, وانتهاء ودورة أوليمبياد المعاقين بين29 أغسطس وحتي9 سبتمبر), فإن فضيحة الترتيبات الأمنية, أدخلت الحدث العالمي المرتقب ساحة الصراع السياسي البريطانية. وغطت فضيحة شركة جي4 إس علي مفاجأة استدعاء الجيش بطائراته, وقاذفاته, ومقاتلاته ومنصات صواريخه المضادة للطائرات, وصواريخ سطح جو وأرض جو لحماية الأوليمبياد. تقول الحكومة إنها مجرد اجراءات إحترازية لضمان التأهب لمواجهة أي عمل إرهابي قد يستهدف الأوليمبياد. وصاحب استدعاء الجيش دوريات مكثفة في لندن والمدن المستضيفة لمسابقات الدورة. وتساءلت المعارضة: أين كان الحذر منذ عام2005 عندما فازت بريطانيا باستضافة الأوليمبياد؟. وسبب السؤال هو اكتشاف اللجنة المنظمة في اللحظات الأخيرة أن شركة جي4 إس الأمنية التي منحت عقودا بقيمة284 مليون جنيه استرليني( من أصل تسعة مليارات جنيه استرليني هي ميزانية التنظيم الإجمالية) لتوفير رجال الامن المطلوبين, لم تف بالتزاماتها. والأسوأ هو أن التقصير لم يكتشف إلا قبل اسبوعين فقط من بدء المسابقات. ومغزي تساؤلات المعارضة هو أن الحكومة قصرت في متابعة مدي التزام الشركة بواجباتها. والنتيجة هي زيادة الأعباء علي الجيش, الذي اضطر للدفع ب3500 من رجاله, ومنهم من عاد لتوه من أفغانستان, لسد العجز في رجال الأمن, كما أستدعت الشرطة الكثير من ضباط افرعها في مختلف أنحاء البلاد للإسراع في تأمين مقار الاوليمبياد والرياضيين قبل ساعات من بدء وصولهم يوم الإثنين الماضي. وفي ضوء هذه الفضيحة, بدا أن اللجنة المنظمة ووزارت الداخلية والثقافة والرياضة والإعلام ليست علي مستوي شعاري الدورة الرئيسيين وهما: لندن..2012 مصدر إلهام جيل, و..2012 عام استثنائي. وزاد حرج الحكومة أنه حتي مع قلة افراد الأمن الذين وفرتهم شركة جي4 إس, فإنهم غير مؤهلين. وبعض هؤلاء قالوا علنا إنهم عديمو الخبرة في إجراءات الأمن, وأن الاختبارات التي مر بها لم تتجاوز خمس دقائق وأجراها شباب وشابات لا تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرين.